الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد الحج وعليه التزامات مالية لبنك ربوي

السؤال

عندي بطاقات ائتمان ربوية لأكثر من جهة خلال دراستي في الولايات المتحدة منذ 8 سنوات، وقيمتها تصل إلى 10000 دولار ولم أسدد المبلغ، أريد أن أذهب إلى الحج هذا العام، ولا أعرف كيف أرجع المبلغ، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى قد حرم الربا وبين سوء عاقبة آكله ومتعاطيه يوم القيامة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا [البقرة:275].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه.

فواجبك -أخي الكريم- بعدما تعاطيت الربا كل هذه المدة أن تتوب إلى الله توبة صادقة، مع الندم على هذا الفعل، والعزم على أن لا تعود إليه في المستقبل، ومن توبتك أن تسارع بتسديد هذا المبلغ قدر طاقتك للتخلص من هذه العلاقة، ومن الزيادات المحرمة التي تترتب على تأخرك في القضاء.

واعلم أن الذي يجب عليك تسديده هو الثمن الأصلي لهذه البطاقات لا الزيادات الربوية، وإذا كان أصحابها يجبرونك على تسديد الزيادة، فلا جناح عليك في ذلك، كما لا حرج عليك في عدم الإسراع في القضاء إذا لم تستطعه، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

وأما موضوع الحج فمستقل عن ذلك، فإن كان بعد تسديد الديون يفضل لك ما يمكنك من الحج وجب عليك، وإلا لم يجب، لأن وجوبه مشروط بالاستطاعة، قال الله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً [آل عمران:97].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة