الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من اعتمر في أشهر الحج، وأراد الحج ولم يسافر مسافة قصر

السؤال

شخص زار المملكة، وبعد إتمام عمرة رمضان، قام بعمرة في شهر شوال، وكان مقيمًا في جدة، فهل عليه فدية إن حج هذا العام؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الشخص المذكور أدّى عمرة في أشهر الحج، ولم يسافر مسافة قصر، فهو متمتع، إذا حج من عامه هذا، وجدة الآن لا تبعد عن مكة مسافة قصر، فالإقامة فيها بمثابة إقامة بمكة، وعليه حينئذٍ الهدي؛ لقوله تعالى: فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ {البقرة:196}، قال ابن مفلح -الحنبلي- في الفروع: أن لا يسافر بين العمرة والحج، فإن سافر مسافة قصر فأكثر.

أطلقه جماعة، ولعل مرادهم: فأحرم به؛ فلا دم عليه. نصّ عليه، وروي عن عمر -رضي الله عنه-: من رجع، فليس بمتمتع. وهو عام. ولأنه مسافر، لم يترفّه بترك أحد السفرين، كمحل الوفاق.

إلى أن قال: وقال أبو حنيفة: إن رجع إلى أهله، فلا دم. روي عن عمر. وقال مالك: إن رجع إلى بلده، أو بقدره، فلا دم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة