الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تضحية عن الغير بدون إذنه

السؤال

أنا موظفة وأمي تستلم تقاعد والدي رحمه الله ولديها مبلغ من المال تركه أبي لها وقد أخذه أحد إخوتي ووضعه عنده بحجة أنه يخاف أن يتصرف به أحد أخوتي وأمي غير راضية بذلك أرادت أن يبقى المال عندي, والآن قد جمعت لها مبلغا لا بأس به من التقاعد ونريد أن نضحي لها ولأبي ولكن إخوتي لا يرغبون بذلك لأنهم بعيدون عن الدين حتى أن بعضهم لا يصلي . فهل يجوز أن نضحي لها ولوالدي من المبلغ الذي جمعته لأمي من التقاعد وبدون علم إخوتي ,علما أنها كثيرة النسيان إذ يبلغ عمرها 80 سنة ففي بعض الأحيان ترغب بالأضحية ومرات تقول لا أريد أن أضحي .أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دامت أمكم تملكُ مالاً يمكنها أن تضحي به، فالأضحيةُ في حقها سنةٌ مؤكدة، ولكن لا يجوزُ لكم أن تشتروا الأضحية إلا بإذنها، قال النووي في المنهاج: ولا تضحية عن الغير بغير إذنه. انتهى، فإذا أذنت لكم أمكم في شراء الأضحية جازَ لكم أن تشتروها وتذبحوها عنها، وانظري الفتوى رقم: 93307 .

ولا تضرُ كراهة من كره ذلك من إخوتكم ما دامت أمكم ثابتة العقل غير محجورٍ عليها، وما دام فعل الأضحية لا يُضرُ بها، بل هي أحوج شيءٍ إلى ثواب الله، وقد بلغت هذه السن التي تُرجى لها فيها حسن الخاتمة، وعليكم أن تجتهدوا في نصح إخوتكم وتذكيرهم بالله عز وجل وبخاصة من يتركون الصلاة منهم.

وعليكم أن تجتمعوا على النظر في مصالح أمكم وفقَ ما يرضي الله تبارك وتعالى، وأن تقدموا مصلحتها الأخروية، وأن تحرصوا على تحصيل الثوابِ لها من كل وجهٍ أمكن تحصيله.

نسأل الله لنا ولها حسن الخاتمة.

أما التضحية عن أبيكم فلا يجوز لكم أن تضحوا عنه من مال أمكم إلا برضاها بالشرط السابق وهو سلامة عقلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة