الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الخروج من عرفة والعودة قبل غروب الشمس

السؤال

عند وقوفي بجبل عرفات أثناء الفريضه خرجت لمدة من 5 إلى 10 دقيقه لشراء ماء خارج حدود عرفات، ودخلت مرة أخرى قبل زوال الشمس.
هل في ذلك شيء، علماً بأني لا أعلم، ورأيت الناس يدخلون ويخرجون، وهذه أول مرة أحج فيها، فأفيدوني بالله عليكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن وقت الوقوف بعرفة يبدأ من زوال الشمس يوم التاسع من ذي الحجة، وزوال الشمس هو منتصف النهار عند دخول وقت صلاة الظهر، ويمتدُ إلى طلوع الفجر من يوم النحر، وقد بينا من قبل مذاهب العلماء في تحديد يوم عرفة بدء وانتهاء، فراجع فيه الفتوى رقم: 13595.

فمن وقف في أي جزء من ذلك الوقت كان مدركاً لعرفة، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعروة بن مضرس الثابت في السنن: من شهد معنا صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع، وكان وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه.

ويجب عند الجمهور على من وقف نهاراً أن يمد الوقوف ليشمل جزءاً من الليل، فإن ترك وقوف جزء من الليل فعليه دم لترك واجب من واجبات الحج، ولا يضرُ من وقف بعرفة إن خرج منها ثم عاد إليها، فليس من شرط الوقوف أن يكون متصلاً.

وعلى هذا، فإن كنت قد وقفت بعرفة بالنهار ومددت الوقوف إلى ما بعد غروب الشمس فحجك صحيح ولا شيء عليك، وإن كنت قد خرجت من عرفة ثم عدت إليها فإن هذا لا يضر، وإن كنت تركت وقوف جزء من الليل فعليك دم عند جمهور أهل العلم، علماً بأن عرفة كلها موقف، وليس ذلك مختص بالجبل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة