الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

يا شيخنا الفاضل لي سؤال هو: شخص ذهب إلى الحج فحج، ولكن عليه ديون وبعض علماء البلد قالوا له حجك باطل. نرجو من سيادتكم الاستفسار لهذا الأمر في أقرب وقت؟ وماذا يعمل ليكون حجه مقبولا عند الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حج وعليه دين ولو كان حالا فإن حجه صحيح وليس باطلا، كما نص على ذلك أهل العلم، قال ابن قدامة في المغني بعد ذكره للحقوق التي تمنع الحج كالدين وكحق الله في الزكاة ونحو ذلك قال:.... وَإِنْ حَجَّ مَنْ تَلْزَمُهُ هَذِهِ الْحُقُوقُ وَضَيَّعَهَا، صَحَّ حَجُّهُ ؛ لِأَنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِذِمَّتِهِ، فَلَا تَمْنَعُ صِحَّةَ فِعْلِهِ. اهـ.

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة عن حج من عليه دين السؤال الخامس من الفتوى رقم (9405):.... لكن لو حج صح حجه. اهـ

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: هل يصح حج من عليه دين...؟ فأجاب: حج من عليه دين صحيح، ولكنه آثم إذا حج وعليه دين لأن الدين يجب قضاؤه، والحج ليس واجباً عليه فيما إذا كان عليه دين لأن الله تعالى اشترط في الحج الاستطاعة فقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا {آل عمران: 97} ومن عليه دين فإنه لا يستطيع أن يحج... اهـ. من فتاوى نور على الدرب.

ولا نعلم أحدا من أهل العلم أفتى ببطلان حج من عليه دين، بل لو حج بمال حرام صح حجه عند جمهور أهل العلم مع الإثم كما بيناه في الفتوى رقم: 74320، فكيف بحج من عليه دين ؟!.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة