الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسقط الحج على من أصيب بالجنون ولو مرة

السؤال

‏أنا من الجزائر، وقد اتخذت الدولة ‏قرارا، بأن من أصيب بالجنون ولو ‏مرة في حياته، لا يحق له أداء ‏فريضة الحج، وأنا مريض بالفصام.
‏فهل يسقط عني هذا الركن، ما دامت ‏الدولة جعلت هذا المرض أحد الأسباب للمنع من ‏الحج أم لا يسقط؟
‏ وشكرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فمرض انفصام الشخصية، مرض عقلي.

جاء في الموسوعة العربية العالمية عن هذا المرض: الشِيزُوفْرِينيا، وتسمى أيضًا انفصام الشخصية، أو الفصام ـ مرض عقلي خطير، تصاحبه اضطرابات في التفكير لا يمكن التنبؤ بها ... ومرض الشيزوفرينيا أحد أكثر الاضطرابات العقلية شيوعًا..... وكثير من مرضى الشيزوفرينيا يظهر عليهم الوهم، ويتصرفون كما لو كانوا يعيشون في عالم خيالي. فقد يسمعون أصواتًا لا يسمعها الآخرون، وقد يعتقدون أن هذه الأصوات تحمل رسائل من أشخاص مهمين .... يظهرون عواطف غير ملائمة، مثل الضحك في مواقف حزينة. ويبتعد بعض المرضى عن أُسَرهم وأصدقائهم، ويتحدثون أساسًا إلى أنفسهم، أو إلى الأصوات التي يسمعونها دون غيرهم. اهــ مختصرا.
وقد اتضح من النقل أن المرض ضرب من الجنون، والمجنون البالغ إذا زال جنونه وعقل، وجب عليه أن يؤدي ما افترضه الله عليه من الحج، والصلاة، والصيام، وسائر الفرائض، ولا يسقط عنه شيء منها لأنه كان مجنونا؛ وقد جاء في الحديث: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ -وذكر فيه- وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ. رواه أبو داود.

فإذا كنت شفيت من ذلك المرض، فإنه يجب عليك الحج عند القدرة، ولا يسقط بالقرار الذي اتخذته السلطات عندكم.

وإذا لم تتمكن من الحصول على تأشيرة الحج من بلدكم ولا غيرها، فإنك تعتبر غير مستطيع، والحج لا يجب إلا على المستطيع.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة