الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقدم المدين الحج على تسديد الديون إلا بإذن الدائن

السؤال

جزى الله خير الجزاء القائمين على هذه الثغرة من ثغور الإسلام، وبارك الله في هذا العمل المثمر -إن شاء الله تعالى-. سؤالي هو: ما حكم حج من عليه ديون، ولا يدري متى يمكنه تسديدها؟ مع العلم أنه يعمل جادًّا على تسديدها لأصحابها. أفيدونا -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن عليه ديون حالّة، وليس عنده من المال ما يكفي لقضاء تلك الديون ومؤونة الحج في آن واحد، فعليه أن يسدد بما عنده من المال الديون التي عليه، ولا يقدم الحج على تسديدها؛ لأن الحج في هذه الحالة غير واجب عليه؛ لعدم استطاعته، قال تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {آل عمران:97}، وتسديد الديون واجب، ويتعلق بها حق الغير، لكن إذا أذن له أصحاب الديون الحالّة في أن يقدّم الحج على تسديد ديونهم، فله أن يفعل ذلك.

أما إذا كانت الديون غير حالّة، أو كانت أقساطًا يقسطها لأصحابها، وكان سفره للحج، لا يؤثر سلبًا على قضاء تلك الديون، ولا يؤخّر تسديد أقساطها، فيجب عليه الحج، إذا لم يكن قد حجّ حجة الإسلام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة