الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا أعمل ببنك يتعامل بالفائدة حيث إنه لا توجد بنوك إسلامية في بلدي سؤالي هو: هل يعتبر مالي ورزقي حرام؟ و إن كان كذلك وبما أنني أنوي القيام بعمرة خلال شهر رمضان القادم إن شاء الله فهل تقبل عمرتي أم لا ؟ أنيروني أناركم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز العمل في البنوك الربوية لما في ذلك من المعاونه على الإثم، قال تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
بل إثم من أعظم الإثم وهو الربا المحرم بالكتاب والسنة والإجماع, والمال الحاصل بهذا العمل مال محرم لا يجوز الانتفاع به؛ بل يجب التخلص منه بدفعه للفقراء وفي مصالح المسلمين العامة, مع ترك هذا العمل والبحث عن عمل مباح ورزق حلال.
وأما فيما يتعلق بمثل هذا المال المحرم.. فإن هذا المال لا يعتمر به ولا يحج، وقد صرح غير واحد من أهل العلم بأن من حج أو اعتمر بمال محرم فحجه غير مقبول -مثاب عليه- لما ثبت في الحديث: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً".
قال العلامة الأبّي في شرحه للحديث: (فالحج بالمال الحرام صحيح أي يسقط به الفرض وهو غير متقبل، أي لاثواب فيه).
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة