الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قدر المكث المسموح به بعد طواف الوداع

السؤال

بخصوص طواف الوداع في العمرة، فكم من الساعات أستطيع أن أمكثها في مكة بعد الانتهاء من طواف الوداع قبل مغادرة مكة المكرمة للذهاب إلى مطار جدة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي للمعتمر أن يكون آخر عهده بالبيت كما هو الحال بالنسبة للحاج، فيكون الطواف بعد قضاء الحوائج كلها وقبل الخروج من مكة مباشرة حتى يكون آخر العهد بالبيت، ولكن طواف الوداع مستحب في العمرة وليس بواجب فيها عند الجمهور، وإنما يجب عندهم في الحج، وانظر الفتوى رقم: 2790.

ولا يضر المكث بعده لانتظار الرفقة، أو الإعداد للسفر.. ولم يحدد العلماء ذلك بساعات معينة ما دام منشغلا بالإعداد للخروج أو ينتظر الرفقة أو ما أشبه ذلك، قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ في فتاوى نور على الدرب: الواجب على من أراد السفر من مكة بعد حجه أو عمرته أن يجعل الطواف آخر عهده، لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف ـ ولكن لو فرض أن الرجل طاف للوداع بناء على أنه مغادر، ولكنه اشتغل بشيء يتعلق بالسيارة بإصلاحها مثلاً أو انتظار رفقة أو ما أشبه ذلك، فلا تجب عليه إعادة الطواف.. وكذلك قال العلماء: لو اشترى حاجة في طريقة لا لقصد التجارة، فإنه لا تجب عليه إعادة الطواف، ولكن إذا قرر الإنسان بعد أن طاف طواف الوداع البقاء في مكة من الليل إلى النهار، أو من النهار إلى الليل، فإن عليه أن يعيد طواف الوداع من أجل أن يكون آخر عهده بالبيت.

وقال النفراوي المالكي في الفواكه الدواني: وإذا فعل الطواف وأقام بمكة ولو بعض يوم أعاده.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة