الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أداء الحج أم إعطاء العمال حقوقهم

السؤال

صاحب شركة لأشغال الكهرباء يريد الذهاب إلى الحج هذه السنة، ولم يدفع بعض الرواتب إلى العمال عنده، وأنا عملت لمدة 8 سنين وعند فصلي من العمل دفع لي بعض الرواتب والحقوق الأخرى لم يدفعها ويقول سوف أدفعها لاحقا أي بعد الحج لأنه لا يملك المال حسب أقواله، وأنا محتاج إلى هذه النقود قبل ذهابه، مع العلم بأنه يوجد له مصنع محجوز للبنك وأسهم في شركات أخرى، ويقول من يريد الرواتب ليس مني ولكن من شركتي التي لا تملك المال الآن ولهذا يسمح لي أن أجمع المال وأذهب إلى الحج، ما حكم الدين؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صح أن صاحب هذه الشركة مدين للناس ولعماله بحقوق مادية من رواتب وغيرها، فالواجب عليه تسديد ديونه، وأن لا يقدم الحج على تسديدها، لأن الحج في هذه الحالة غير واجب عليه لعدم استطاعته إن كان ما عنده من المال في الشركة وغيرها لا يكفي لقضاء الدين والحج معاً.

وعليه أن يتقي الله عز وجل ويؤدي حقوق عماله فوراً، ففي الحديث: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره. رواه البخاري.

وأما قوله إن الرواتب ليست منه ولكن من شركته، فقول باطل، فإنه هو المطالب بهذه الحقوق وذمته مشغولة بها إلى أن يؤديها، أو يعفو عنه أصحابها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة