الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحج بمال بعضه حرام

السؤال

رجل حج بمال من بيع السجائر، علمًا بأن ليس كل بيعه سجائر، وإنما السجائر ضمن مبيعات المحل. فما صحة حجه؟
أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الواجب على المسلم أن يعلم أن آكل المال الحرام على خطر عظيم، فقد روى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) قال: وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.

ومع ما في أكل المال المختلط بالحرام من الإثم، فإن الراجح أن الحج بمثل المال المذكور في السؤال حج صحيح، وبهذا قال جمهور العلماء منهم أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد في رواية عنه، وبها أخذ المحققون من أصحابه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة