الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من لبس ثيابه بعد الإحرام ثم لبس ثياب الإحرام وأدى العمرة

السؤال

يا شيخ أنا ذهبت إلى مكة للعمرة، وخرجت من البيت متأخرا. وصلنا ونحن في تعب شديد، وأنا الوحيد رجل ومحرم والباقون كلهم حريم. المهم دخلنا مكة والنية على أننا نعتمر وقت وصولنا، وقدر الله وغيرنا رأينا، وحجزت بفندق في حرم مكة يعني قريب منها، وغيرت الإحرام واغتسلت ولبست ملابس غير الإحرام، وقلنا نعتمر في الصباح إن شاء الله. وجاء الصباح وغيرت ولبست الإحرام وذهبنا إلى الحرم واعتمرت .. فهل عليّ كفّارة أو شيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأت حين خلعت ثياب الإحرام، ولبست المخيط، ولم يكن لك في ذلك عذرٌ فيما يظهر، فلم يكن ثمّ مانعٌ من أن تحجز في الفندق، وتذهب فتجم نفسك وتستريح، وتغتسل إن شئت.

أما وقد خالفت، ولبست المخيط، فإن كنت جاهلاً بالحكم فليس عليك شيءٌ على الراجح ، لقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ {الأحزاب:5} قال النووي في المجموع: قد ذكرنا أن مذهبنا أنه إذا لبس أو تطيب ناسيا لإحرامه أو جاهلا تحريمه فلا فدية. وبه قال عطاء والثوري وإسحق وداود. انتهى.

وأما إذا كنت عالماً بالتحريم، فالواجبُ عليك التوبة إلى الله، وتجبُ عليك الفدية، وهي على التخيير بين الصيام والصدقة والنسك.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: أما إن تعمد ذلك وهو يعلم أنه محرم ولا يجوز، فإنه يتصدق بإطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من التمر أو الحنطة، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يذبح شاة، كما لو لبس المخيط عمدا أو تطيب في بدنه أو ثيابه أو رأسه عمدا وهو يعلم أنه محرم، فإن عليه هذه الفدية ؛ كفارة ، وهكذا لو قلم أظفاره أو قص من شعره عمدا وهو يعلم أنه محرم ، أما الناسي أو الجاهل فلا شيء عليه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة