الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مكان إحرام من مر على أحد المواقيت دون غيره

السؤال

أعمل في القصيم وأريد أن أذهب إلى العمره وقبلها أريد أن أترك أولادي بعد المدينة المنورة 200 ك/ م هل أحرم من الميقات المحاذي لميقات الجحفة الواقع على الخط السريع ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فميقات أهل المدينة ومن أتى عليها من غير أهلها ذو الحليفة، وهي المعروفة، الآن (بأبيار علي) لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري ومسلم قال: وقت الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم، قال: فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمن أهله وكذا فكذلك حتى أهل مكة يهلون منها.
وعلى هذا؛ فإن كنت ستذهب إلى مكة من طريق ذي الحليفة -أبيار علي- فهي ميقاتك، وليس لك أن تتجاوزها بغير إحرام، أما إذا كنت ستذهب إليها من المدينة عن طريق الساحل فميقاتك الجحفة، لما رواه مسلم عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يسأل عن المهلِّ فقال: سمعت أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مهل أهل المدينة من ذي الحليفة والطريق الآخر الجحفة، ومهل أهل العراق من ذات عرق، ومهل أهل نجد من قرن، ومهل أهل اليمن من يلملم.
قال ابن قدامة في المغني: فإن مر من غير طريق ذي الحليفة، فميقاته الجحفة سواء كان شامياً أو مدنياً، لما روى أبو الزبير أنه سمع جابراً يسأل عن المهل فقال: سمعته -أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: مهل أهل المدينة من ذي الحليفة، والطريق الآخر من الجحفة. رواه مسلم.
ولأنه مر على أحد المواقيت دون غيره فلم يلزمه الإحرام قبله، كسائر المواقيت.
انتهى
واعلم أن الجحفة أصبحت خراباً الآن، لذا يحرم الشاميون وأهل مصر ومن مر من هذا الطريق من رابغ وهي قرية تلي الجحفة، لذا فلك أن تحرم من أي مكان في رابغ أو من عند المسجد والمكان الذي يطلق عليه الآن ميقات الجحفة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة