الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بادر بالحج ولو تأخرت دراستك أياما

السؤال

أنا شخص عمري 18 عاماً وأنا طالب سنة تحضيرية، ولم أحج حتى الآن، هل علي أن أحج هذا العام حيث أن عطلة عيد الأضحى بالنسبة لدراستي من 5 - 14 ذو الحجة ولضيق الوقت ربما أتغيب عن أول أيام الدراسة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيجب عليك الحج ما دمت تستطيع إليه سبيلاً؛ لقول الله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران: 97].
ويجب عليك الحج على الفور عند جمهور العلماء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له. رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وروى سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال: قال عمر رضي الله عنه : لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة فلم يحج، فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين.
وروى الإسماعيلي عن عبد الرحمن بن غنم أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه يهوديّاً مات أو نصرانيّاً. قال ابن كثير رحمه الله: وهذا إسناد صحيح إلى عمر.
وهذا كله يدل على وجوب الحج على الفور على القادر، ولذا ننصحك بالمبادرة بالحج ولو أدى ذلك لتأخرك أيَّاماً عن الدراسة. وانظر الفتوى رقم: 6081.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة