الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طواف من لامس النجاسة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في العشرالأواخر من رمضان قمت بأداء العمرة وليست الأولى وأثناء الطواف زاد الزحام فصعدت إلى الدور الأعلى لإكمال الطواف وخلال ذهابي شممت رائحة نجاسة ودست على بلل ولم أعط إهتماماً لذلك بل أكملت الطواف والسعي والتقصير وأثناء عودتي إلى المنزل نصحني الأهل بالسؤال عن الحكم في ذلك نتمنى من سماحتكم أن تفتونا فيما شككنا فيه ولكم منا التحية والتقدير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنه يشترط لصحة الطواف ستر العورة والطهارة من الحدث والنجاسة، ولم يشترط أبو حنيفة ذلك، واختلف أصحابه فقال بعضهم: هو واجب، وقال بعضهم: هو سنة.
قال ابن قدامة في المغني عند قول الخرقي: ويكون طاهراً في ثياب طاهرة، يعني في الطواف، وذلك لأن الطهارة من الحدث والنجاسة والستارة شرائط لصحة الطواف في المشهور عند أحمد وهو قول مالك والشافعي. انتهى
وعلى هذا فإن كنت متأكدًا من أن الذي أصابك نجس والحال أنك مازلت بمكة فعيك إعادة الطواف والسعي.
أما إذا اعدت إلى بلدك من غير أن تعلم بأن إصابة النجاسة تبطل الطواف فيجوز لك أن تأخذ بمذهب أبي حنيفة في عدم اشتراط الطهارة في الطواف.
وفي رواية عند أحمد أنه يلزمك دم، وهو ذبح شاة.
قال ابن قدامة: وعند أحمد أن الطهارة ليست شرطًا، فمتى طاف غير متطهر أعاد بمكة، فإن خرج إلى بلده جبره بدم. انتهى
أما إذا لم تكن متيقناً من إصابة النجاسة فهذا لا شيء فيه عليك لأن الأصل السلامة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة