الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أثر للكدرة بعد الطهر على صحة العمرة إذا نزلت بعد الانتهاء منها

السؤال

اغتسلت من الدورة في محافظة تبعد عن الطائف قرابة ثلاث ساعات أو أربع، وعندما وصلت إلى الطائف وجدت القليل من الدم، واغتسلت في الطائف، وجلسنا كم ساعة في الطائف، وذهبنا تقريبا قبل الفجر إلى الميقات، ولكننا أضعنا الطريق، وأخذنا تقريبا ساعتين أو أكثر إلى أن وصلنا للميقات، وتأكدت إذا طهرت -والحمد لله- لم ينزل مني دم، وطولنا في الميقات فصلينا وقرأنا قرآنا، وذهبت لأتأكد مرة أخرى، والحمد لله كنت طاهرة. وذهبنا إلى مكة واعتمرنا، ولكن بعد أن رجعنا للطائف لاحظت دما قليلا جدا. ولونه تقريبا بني ( لست متأكدة من اللون ) وأتوقع أنه لم ينزل بعده شيء ( أنا ناسية لأنه مرت عليه عدة سنوات ) يعني تقريبا لي خمس ساعات أو أكثر لم ينزل مني دم، ونزل قليل جدا عندما رجعت من مكة أي أنه غير متصل بدم الدورة، ولا أدري هل يعتبر دورة أم كدرة ؟ لأني وقتها لا أفقه في هذه الأمور، وأيضا كنا في رمضان وأكملت صيامي.. هل صيامي صحيح ؟ وهل عمرتي صحيحة ؟ علما بأني اعتمرت العام الماضي، وبعد ذلك تم عقد قراني، واعتمرت هذه السنة أيضا. وعندما اعتمرت المرة الثانية لم أنو بأني أصحح العمرة الأولى لأني جاهلة بالحكم.
هل العمرة الأولى صحيحة ؟ وهل العمرتان الأخيرتان صحيحتان ؟ وهل عقد الزواج صحيح ؟
علما بأن العمرتين الأخيرتين اعتمرتهما عن والدي رحمه الله.
قرأت فتوى رقم: 254023 وقد بينت فيها إذا كانت العمرة قبل عقد النكاح فإن النكاح جائز. فهل هذا ينطبق علي ؟ لأني معتمرة عن والدي رحمه الله.
بالله عليكم لاتحيلوني لفتاوى سابقة لأني قرأتها، ولم أحصل إجابة على تساؤلاتي. أريد توضيحاً مفصلاً ليرتاح قلبي. وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عمرتك فإنها صحيحة، ومن ثم فلا وجه لسؤالك عن عقد النكاح إذ هو صحيح بلا شك، وأما ما رأيته بعد العمرة فما دام بني اللون كما يغلب على ظنك فإنه من الكدرة، وتلك الكدرة لا تعد حيضا ما لم تتصل بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502، ثم إن هذه الكدرة تنسب إلى أقرب زمن يحتمل خروجها فيه، وهو بعد الفراغ من العمرة. وانظري الفتوى رقم: 166109.

وبكل حال فالعمرة صحيحة، وكذا صيامك صحيح، إن كنت نويت الصيام قبل طلوع الفجر؛ لأن خروج الكدرة لا يؤثر على صحة الصيام، وسواء كانت العمرة عنك أو عن والدك فالأمر على ما ذكرنا، ونحن نحذرك من الوساوس ومن الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة