هل من علاج لزيادة التنبه العصبي للاستيقاظ وقضاء الحاجة؟

0 343

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نومي عميق وثقيل، وعندما أريد أن أقضي حاجتي من البول - في الليل فقط - لا أشعر بأني أريد أن أقضي حاجتي، إلا بعد ألم شديد في المثانة والخاصرة اليسرى، وأذهب إلى الحمام مباشرة، ولكن - للأسف - أجد أن البول قد رجع بسبب كثرة تأجيله دون شعوري وذلك لثقل رأسي.

سؤالي هو: لماذا لا أستيقظ؟ هل لأن الإشارات العصبية ضعيفة عندي؟ مع العلم بأن أخي أعمق وأثقل نوما مني، ولكنه إذا تضايق أثناء الليل يستيقظ مباشرة ويقضي حاجته.

ما السبب في عدم استيقاظي؟ وهل من علاج لزيادة التنبه العصبي؟ مع العلم بأن الطبيب أعطاني دواء يجعلني أستيقظ، وقد استيقظت أول ليلتين فقط، ثم لم يعد يوقظني.

أفيدوني - أفادكم الله -.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما تعرف فإن هناك تفاوتا كبيرا بين الناس فيما يخص عمق النوم وخفته ودرجته ومراحله.

بالنسبة لعمق النوم: مهما كان فهو لا يعلو على بقية الأحاسيس الجسدية الأخرى، مثل الشعور بالألم – مثلا – أو الاستيقاظ للتبول، خاصة حين يصل الإنسان مرحلة عمرية - مثل الذي أنت فيها الآن - بمعنى آخر: إن التناسق العصبي مكتمل تماما، بما لا يجعل هناك أي نوع من عدم الانتظام في إرسال الإشارات العصبية المطلوبة لأي نوع من الأفعال أو الأحاسيس.

الذي أتصوره هو أنك ربما تكون قد تكاسلت قليلا في الذهاب من أجل قضاء حاجتك في الأيام الأولى، وكثير من الناس يأتيه الشعور بأنه في حاجة للذهاب إلى قضاء الحاجة، خاصة حين يكون مستلقيا أو نائما، وقد يؤجل ذلك بعض الشيء، وهذا التأجيل ينتج عنه أن محابس المثانة تزيد من الشفرة المطلوبة لتجعلها تستجيب بأن تفتح صمامات السبيل من أجل إنزال البول.

فالعملية هي عملية تعودية تطبعية شرطية فسيولوجية عصبية نفسية.

أتصور أن هذا هو التفسير الأساسي، ولتعود الأمور لطبيعتها أعتقد أنه من الأفضل لك أن تتدرب على ألا تحبس البول كثيرا حتى في فترة النهار، وحاول أن تشرب السوائل، ومتى ما أحسست بأنك في حاجة لقضاء الحاجة فاذهب واقض حاجتك، وهذا يجعل المثانة في نوع من التطبع الجديد، ويكون قد حدث ما نسميه بـ (فك الارتباط الشرطي) الذي حدث من التردد أو التكاسل السابق في فتح المثانة، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أريدك أيضا أن تمارس التمارين الرياضية، فالتمارين الرياضية جيدة جدا لتحسين الصحة النومية، حتى وإن كان النوم عميقا، فتجعل استجابات الجسم كلها متناسقة جدا، وهذا يساعدك بالطبع.

وثالثا: حاول أن تتجنب أن تتناول سوائل كثيرة فترة المساء - وفي مثل حالتك الإنسان قد لا يحتاج أن يستيقظ أصلا لقضاء حاجته إلا عند القيام لصلاة الفجر - فهذا أيضا أمر طيب.

من حيث العلاج الدوائي: عقار تفرانيل – والذي يعرف علميا باسم إمبرامين – هو في الأصل دواء يعطى لعلاج الاكتئاب، لكن يعرف عنه أنه دواء استرخائي جيد، ويساعد في حالات النوم العميق، وقد يقلل منها قليلا، وفي ذات الوقت له فعالية خاصة جدا في التحكم في صمامات ومحابس الجهاز البولي، فإن أردت أن تستعمله فلا بأس في ذلك، وجرعته هي عشرة مليجرامات، تبدأ بها ليلا، ويتم تناولها قبل ساعتين من النوم، وتستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرامات ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والوفيق والسداد، وأرجو ألا يكون هذا الموضوع شاغلا بالك، وعش حياتك بصورة طبيعية، و- إن شاء الله تعالى - سوف ينتهي، حتى وإن كان ذلك تلقائيا، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات