أصبحت أعاني من آلام شديدة في المعدة منذ علمت أن زوجي يحب زميلته

0 347

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من آلام في المعدة شديدة، وبدأت من يوم اكتشفت وجود محادثة على جوال زوجي مع صديقه، يتحدث عن زميلته بالعمل وأنه يحبها جدا ويريد الزواج منها، وبعدها صارحت زوجي بالموضوع وأخبرني أنها مجرد كلام بينه وبين صاحبه، ولكنني لا أستطيع أن أصدقه، ومن وقتها بدأت آلامي، وأحس أني لا أريد أن أعيش ولا لحظة، وأنني خسرت كل شيء لأني أحب زوجي جدا، مع العلم أني أعرفه منذ سبع سنين لكن متزوجة منذ سنتين، أنا جدا متعبة ولا أريد إلا أن أرتاح وأعيش حياتي مثل الأول.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lobna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن هذه المواقف تؤثر على الإنسان، وقطعا ما بدر من زوجك العزيز مؤلم لك نفسيا، لكن يجب ألا تتعاملي مع الأمر لدرجة الكارثية، لأن هذا لا يساعدك أبدا، ما دمت أنت قد كشفت هذا الأمر وقد يكون ذلك خيرا لك، لأن الأمور أصبحت واضحة ومكشوفة، بالرغم مما تسببه لك من ألم نفسي.

الحكمة تتطلب أن تناقشي زوجك بلطف، وما دام الرجل قد نفى –وهذه هي الإجابة المتوقعة– أنه يريد أن يتزوج منها، فأعتقد أن الأمر يجب أن ينتهي عند هذا الحد، وأنصحك نصيحة مهمة جدا، وهي ألا تعيبي زوجك أبدا في شخصه، حتى وإن كان هناك أي انتقاد تودين أن توجهيه له، قولي له (أنت بالرغم من أنك شخص رائع وزوج مثالي، لكن الذي بدر منك غير مقبول ولا أتوقعه أبدا) يعني هنا تكوني قد فصلت ما بين شخصيتك كإنسان محترم وما بين فعله، جعلت الفعل فعلا مذموما ومرفوضا، لكن الشخص في أصله شخص ممتاز، هذا مهم جدا ويحفز الرجل على أن يكون أكثر حكمة.

النقطة الأخرى هي ألا تقصري أبدا في واجباتك، لكن لا تظهري أمامه بأنك شخص في حاجة إلى الشفقة والمواساة، كوني ذات شخصية محترمة ومحترمة، هذا فيه دفع نفسي كبير، وإجابة طيبة لكل التساؤلات التي تؤثر الآن على وجدانك.

الأعراض الجسدية مثل آلام المعدة التي تحدثت عنها، هي نوع من التقلصات العضلية الناتجة من فجأة هذا الحدث عليك، وأعتقد أنه مجرد الحديث مع زوجك بصورة مركزة وبحكمة وبموضوعية ولطافة، هذا سوف يؤدي إلى ما نسميه (التفريغ النفسي)، وهذا في حد ذاته يعتبر علاجا جيدا لإزالة التوتر والقلق.

عليك بالدعاء، الدعاء دائما هو سلاح المؤمن في السراء وفي الضراء، وسلي الله تعالى أن يحفظ لك زوجك، وأن يكون زواجكما قائما على السكينة والمودة والرحمة والمحبة، أعتقد هذا يكفي تماما، وأسأل الله تعالى أن يوفق فيما بينكما.

هناك منهجية أخرى لا أريد أن أزعجك بها، لكنها مفيدة أيضا لبعض الناس وفي بعض الحالات، وهو القبول بالواقع، بمعنى أن تواجهي الحقائق بصورة أكثر انفتاحا وصلابة، وتقولي لنفسك (إن هذا الشيء إذا كان سيحدث فسوف يحدث)، أي أنه إذا فعلا أراد أن يتزوج فسوف يتزوج، هذا نوع من ملامسة الواقع بعقلانية، ومثل هذا التفكير يقتل تبعات الفجأة والاستغراب حين يقع الحدث.

لا أريدك أن تنزعجي لما ذكرته لك، لكن أيضا أريد أن تكون كل بدائلك واضحة وتنفتحي على الحياة الزوجية بصورة أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات