هل أركن إلى الدعة وأترك العمل بعد فقدان العضو الذكري؟

0 336

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب كنت من الذين يمارسون الاستمناء، ثم حدثت لي إصابة في حادثة دمرت عضوي التناسلي بالكامل، وبالتالي لن أستطيع الزواج أبدا طوال حياتي، وأنا أصبحت عاطلا عن العمل، وليس لدي أي رغبة في العمل إطلاقا، وأقول بداخلي لماذا أعمل؟ ولمن أعمل؟ وهل مثلي سيكون العمل مفيدا له أم سيكون ضارا؟

وبداخلي شعور حقيقي بأنني لن أنجح في عملي إطلاقا، وسأكون فاشلا، وحتى وإن فكرت في العمل أجد نفسي أعمل في عمل تافه دون المستوى؛ لأني أجد نفسي أصبحت دون المستوى، وأعتقد أن صاحب العمل لو علم بحالتي لطردني من العمل أو سيرأف بحالتي وسوف يعطف علي، ولكني سأكون حقيرا بداخله، ولا قيمة لي بالنسبة له، فماذا أفعل؟

أنا لا أرغب في عمل أي شيء مفيد، كما أن فكري مشغول دائما بحالتي التي حدثت لي، وبالتالي لن أستطيع التقدم خطوة للأمام أبدا، بل سأتراجع أكثر وأكثر، ولماذا أعمل شيئا مفيدا؟ فلن ينفعني بشيء في الدنيا، فأنا ضائع وحالتي تصعب على الكافر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نحب أن نؤكد لك أن الإنسان يستطيع أن يستأنف حياته من جديد بأمل وثقة في الله المجيد، واعلم أن المسلم ينبغي أن يعمل، (وإذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل)، والإنسان يعمل ويعمل، حتى قصة الرجل الذي جاء النبي -صلى الله عليه وسلم – وهو غير محتاج للعمل، يريد أن يترك العمل، أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم– أن يعمل فيتصدق، أن يعمل فيصل رحمه، أن يعمل فيفعل الخير ليؤجر عليه عند الله تبارك وتعالى.

هذا دين عظيم، يستطيع الإنسان من خلاله إذا تذكر الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى تنفجر فيه طاقات كبيرة للعمل، وتقديم المفيد لنفسه ولعباد الله تبارك وتعالى.

لست مطالبا أن تفضح نفسك وتخبر صاحب العمل بما عندك، فصاحب العمل لا يعنيه حالك الداخلي، ولكن يعنيه ما تقدم من إنجاز وعمل ما تستطيع أن تفعله، والإنسان إذا عمل ونجح في عمله فإن هذا باب من أبواب السعادة، باب من الأبواب التي تحقق للإنسان السعادة أن يرى الإنجازات، وأن يرى أنه يقدم خيرا ونفعا، وإذا جاءت الأموال فأنت تستطيع أن تستفيد منها في معاونة المحتاجين لتنال الأجر، أو في معاونة الوالدين لتنال برا وإحسانا، أو في مداواة نفسك من مرض، وأعتقد أن لكل داء دواء.

لذلك ينبغي أن تتعوذ بالله من شيطان يريد أن يوصلك إلى الحضيض، والمؤمن يرتفع عند الابتلاء ويرتفع بالنعماء، يرتفع لأنه إذا ابتلي يصبر فينال عند الله منازل ودرجات ما كان ليصل إليها إلا بصبره على البلاء، ولذلك لا نؤيد هذه الفكرة، ونؤكد لك أنك تستطيع أن تفعل الكثير، وليس الزواج وحده هو باب النجاح، بل عندنا عظماء: شيخ الإسلام ابن تيمية، الإمام النووي، الإمام الطبري، هؤلاء لم يتزوجوا أصلا، لكنهم قدموا للأمة مؤلفات نافعة، قدموا للأمة إنجازات غير مسبوقة، قدموا للأمة علوما تستفيد منها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ولذلك ينبغي أن تنظر للحياة بمنظار –كما قلنا– جديد، وبثقة في الله المجيد، وتحاول أن تستأنف حياتك وأنت راض بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، وهذا باب من أبواب السعادة والخير.

نتمنى أن تتواصل مع الموقع، وأن نسمع عنك خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات