انعزلت عن الناس بسبب احمرار وجهي عند الحديث معهم.. أريد علاجًا

0 201

السؤال

السلام عليكم.
أولا: أشكركم على موقعكم الجميل الذي استفدت منه كثيرا في أغلب المجالات، جعل الله ذلك في موازين حسناتكم، وأقولها صادقا -والله- وليست مجاملة.

قرأت كثيرا في موقعكم، لكني لم أجد شخصا مثل حالتي تماما، أعاني أولا من الوسواس، مثلا: سابقا كنت أعيد الصلاة بكثرة، وأعيد ألفاظها بحجة عدم التدبر، أو عدم الخشوع، لكني بدأت أحلف على نفسي ألا أعيد -والحمد لله- ارتحت كثيرا، إذا كان الحلف هو شفائي، لكني لا أستطيع الصلاة أو الوضوء إلا وقد حلفت على نفسي ألا أعيد؟

ثانيا: لدي مشكلة أتعبتني كثيرا، وجعلتني منعزلا عن الناس، ودائما في البيت، المشكلة هي احمرار الوجه عند توجيه الكلام لي، أو المزح معي إذا كان المجلس مليئا، وقد قرأت في موقعكم أن الاندرال هو الحل لاحمرار الوجه، لكني لم أجده في بلدي للأسف، فأنا -الحمد لله- اجتماعي، لكني بدأت لا أحضر الاجتماعات بسبب احمرار الوجه والتعرق.

قرأت عن أدوية كثيرة مثل: الزيروكسات والزولفت، لكني أريد علاجا مناسبا لكلا الحالتين؟ والمهم أن يبعد عني احمرار الوجه، لكن، هل بعد ترك العلاج سأصاب بانتكاسة أم سيظل مفعول العلاج في الجسم؟

أتمنى كتابة طريقة استعماله، وطريقة تركه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك أخي الكريم ثنائك على ما نقدمه من جهد، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه الخير للجميع.

بخصوص ما فعلته أنت بالنسبة للوسواس في الصلاة والوضوء بالحلف ألا تفعل ذلك هو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy)، ويختصر بـ(CBT)، وتعرف الطريقة التي مارستها بـ (منع الاستجابة) أي: الشخص الذي يعيد الوضوء أو يعيد الصلاة نسبة لوساوس يدور في داخله، يمنع من التكرار من قبل شخص آخر، بأن يوقف من يعاني من هذه الوساوس تكرار الفعل في الوضوء أو في الصلاة؛ لأن التكرار إن كان يجلب الراحة مؤقتا، لكنه يؤدي إلى تكرار الوسواس.

فإذا بدل الحلف يمكنك أن تستعين بشخص آخر لكي يمنعك من التكرار، هذا بخصوص الجزء الأول، ونتمنى لك التوفيق فيه.

أما بخصوص احمرار الوجه والتعرق، نعم هو من الأعراض الجسدية للقلق والتوتر المصاحبة للرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي هو عبارة عن قلق وتوتر في الحديث أمام جمع من الناس، وهناك أعراض نفسية أخرى مثل: الضيق، والخوف، ومحاولة الهروب من الموقف.

نعم الـ (إندرال Inderal) يساعد في الأعراض الجسدية كاحمرار الوجه والتعرق، وقد يكون موجودا عندكم باسمه العلمي، فاسمه العلمي هو (بروبرانلول Propranlol)، والإندرال هو اسم تجاري، عشرة مليجرام ثلاث مرات في اليوم، وإن تعذر وجود الإندرال فالـ (زيروكسات Seroxat) سوف يحل محله، للتخلص من احمرار الوجه والتعرق، وحتى يفيد في الأعراض النفسية للقلق والتوتر، وفي الرهاب الاجتماعي أيضا.

تناول الزيروكسات بجرعة عشرين مليجرام، ابدأ بنصف حبة - أي عشرة مليجرام - يوميا بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يبدأ المفعول بعد أسبوعين، -وإن شاء الله تعالى- يزول احمرار الوجه، ومعظم الأعراض الأخرى في خلال شهر ونصف إلى شهرين، وبعدها يمكنك الاستمرار في تناوله من ثلاثة إلى ستة أشهر، حتى تزول الأعراض نهائيا، وبعد ذلك تتوقف عن تناول الزيروكسات بالتدريج، ربع حبة كل أسبوع، تسحب ربع حبة كل أسبوع، أي خمسة مليجرام أسبوعيا، ليتم التوقف من تناوله في خلال شهر كامل، -وإن شاء الله تعالى- بعدها لا تعود لك الأعراض.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات