كانت تنتابني حالات خوف وهلع وضيق تنفس وفقدان تام للشهية.. ما تشخيصكم لحالتي؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

كل الشكر للقائمين على هذا الموقع الرائع، وجزاكم عن المسلمين كل الخير.

سؤالي موجه للمستشار النفسي بارك الله بكم.

أنا شاب عمري ٣٠ سنة، خريج ماجستير هندسة زراعية -ولله الحمد- متزوج منذ خمس سنوات، زوجتي توفيت بعد سنتين من الزواج، وكنت منفصلا عنها قبل شهر من زواجي الثاني، وقبل وفاتها بعدة أيام عانيت من نزول تدريجي بالوزن لمدة ستة أشهر، من ١٢٠ كلغ، حتى ٨٠ كلغ، ثم ذهبت لطبيب باطنية، وكان يشك بحمى البحر المتوسط، وعولجت لمدة شهر.

وضعي كان يزداد سوءا -الحمد لله في السراء والضراء-، ثم ذهبت لطبيب آخر أجرى لي كل الفحوصات والصور، وتخطيط القلب، وكل الفحوصات كانت سليمة، ولكنه شك بجرثومة المعدة؛ لأننا نزحنا أثناء الحرب لمكان وادي وغير نظيف لمدة شهرين، وكنا قبلها نعاني من حصار خانق.

كانت تنتابني حالات خوف وهلع وضيق تنفس وفقدان تام للشهية، وسرعة ضربات القلب ونوم خفيف لا يتجاوز ٤ ساعات، وضعف جنسي قوي، وارتفاع الحرارة، والتفكير بالانتحار، -أعوذ بالله من أن أموت هكذا-، حتى أرشدني أحد الأخوة في موقعكم الكريم بالذهاب لطبيب نفسي منذ سنة وستة أشهر، وصف لي زولفت عيار ٥٠ لمدة أسبوع، ثم زاده لعيار ١٠٠، وكلونزبام عيار ١ -طبعا تدريجيا-، وتم سحب الكلونزبام بفترة شهر.

تحسن نومي وشهيتي بالتدريج -الحمد لله-، ثم وصف لي مع الزولفت ١٠٠، وتربتزول عيار ٢٥ مساء وعدت -ولله الحمد- أمارس نشاطاتي، وفتحت صيدلية ورزقنا الله بطفل -الحمد لله- ونفسيتي حاليا ٨٠ بالمئة، وحاليا أنا متخوف جدا من قطع العلاج، وهل له آثار أخرى؟

أرجو منكم تشخيص وضعي الحالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأشكرك على الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية.

أنت مررت بأحداث حياتية كثيرة، ويظهر لي أن لديك شيء من الاستعداد للقلق الاكتئابي، وربما يكون هذا هو الذي حدث لك، وأدى إلى التدهور العام في صحتك النفسية وكذلك الجسدية، -وبفضل من الله تعالى- بعد أن ذهبت وقابلت الطبيب وأعطيت عقار الزولفت ومع الكلونازبام لفترة مؤقتة تحسنت أمورك بصورة واضحة جدا، وبعد أن توقفت عن الكلونازبام استبدل الطبيب الكلونازبام بالتربتزول.

الحمد لله الآن أنت تحسنت بصورة ملحوظة، وعدت إلى عملك، ورزقت طفلا، وانطلقت في الحياة بصورة إيجابية جدا، -فالله الحمد والشكر والمنة- والمطلوب منك هو أن تسير على النمط ذاته، ما دمت قد تحسنت بهذه الكيفية الواضحة والصلبة، فليس هناك ما يدعوك أبدا للتخوف حول المستقبل؛ لأن الدليل القاطع والواضح أن حالتك قابلة للعلاج، وحتى أنت لم تستنفذ الجرعات الكبرى للزولفت، مائة مليجرام هي الجرعة الوسطية، فأنا أقول لك استمر في عملك، وأكثر من التواصل الاجتماعي، مارس رياضة إن كان ذلك ممكنا، احرص في عباداتك، وكن ذا توجه إيجابي على مستوى التفكير وعلى مستوى المشاعر، وكذلك الأفعال.

أما بالنسبة للدواء: فلا تنزعج، يمكن بعد ثلاثة أشهر من الآن أن تنتقل للجرعة الوقائية، أعتقد: تبدأ في تخفيض الزولفت إلى خمسين مليجراما، هذا بعد ثلاثة أشهر من الآن، وتستمر على هذه الجرعة -أي خمسين مليجراما من الزولفت، وخمسة وعشرين مليجراما من التربتزول- لمدة ثلاثة أشهر أخرى، بعد ذلك تجعل التربتزول 12.5 مليجرام لمدة شهر، ثم تتوقف عنه وتستمر على الزولفت لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تجعله تجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذه قد تكون طريقة جيدة للتوقف عن الدواء، والدواء بالرغم من أنه سليم لكن أعتقد إذا ظل الإنسان في حالة من التحسن المعقول لمدة تزيد عن ستة أشهر فيمكن للإنسان أن يجرب التوقف عن الأدوية، ولا قدر الله إذا حدثت لك انتكاسة حقيقية يمكن أن ترجع للزولفت مرة أخرى، هو دواء طيب وسليم وجيد.

أقول هذا ولا أريدك أن تكون متشائما أو متوقعا للانتكاسات؛ لأن المزاج النفسي للإنسان يحدد كثيرا مزاجه عامة في الحياة، فلا تخف من الانتكاسات، وعش الحياة بقوة، وأنا سعيد جدا أن أراك تنهض بنفسك بالكيفية التي ذكرتها، وأسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا العافية ويجعلنا من الشاكرين على العافية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات