وسواس الأمراض يفسد علي حياتي، ما نصيحتكم؟

0 13

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاه بعمر ١٨ سنة، قبل أقل من شهرين أصابتني نوبة وسواس بالأمراض، بدأت أوسوس بالبهاق أولا لأن أبي مصاب به، لكن لم تكن وراثة بل أصيب به إثر صدمة نفسية، وبعد فترة أصبت بوسواس السكري، ولكن بعد كم أسبوع اختفى وسواس وأتى وسواس مرض آخر!

أهلكت نفسي بكثرة البحث عن الأمراض، وأصبت بوسواس عدم القدرة على الإنجاب، لأني قرأت عن بطانة الرحم المهاجرة، وبدأ الخوف يقلقني، وأحس بأن الأعراض وصلت لدرجة البكاء والرجفة، وعدم القدرة على التنفس.

بدأت أوسوس بسرطان الثدي، لأني الآن أشعر أن هناك ألما في صدري الأيسر ممتدا على رقبتي وكتفي وذراعي كاملا، بدأت أخاف بشدة لدرجة لا أستطيع النوم في الليل، وأخاف أن المرض بجسدي انتشر بالكامل، وضربات قلبي بدأت تصبح أسرع، لا أعلم ما هو السبب؟ والتفكير يقتلني، علما أن الألم الذي أشعر به يتلاشى عند الانشغال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shahad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وبالفعل كلامك دقيق جدا، هذه الآلام والأعراض تتلاشى عند الانشغال، وهذا دليل قاطع على أنها أعراض نفسية، واهتمامك بها والدخول في تفاصيلها والتفكير التفصيلي عنها يزيد منها ويقويها، ويجعلها أكثر إلحاحا واستحواذا.

الذي تعانين منه هو قلق المخاوف الوسواسي، ولا نعتبره مرضا خطيرا، هو ظاهرة نفسية مهمة، تعالج عن طريق التجاهل، وعدم الاهتمام بها، وعدم الخوض في تفاصيلها، وأن يشغل الإنسان نفسه بما هو مفيد، أشياء كثيرة في الحياة يمكن أن تقومي بها: أنت طالبة ويجب أن تكوني من المتميزات، اجتهدي في دراستك أكثر، نامي مبكرا، استيقظي مبكرا، أدي صلاة الفجر، وبعدها يمكن أن تدرسي لمدة ساعة إلى ساعة ونصف قبل ذهابك إلى مرفقك الدراسي، وبقية اليوم أيضا وزعيه بصورة جميلة وجيدة (شيء للدراسة، شيء للترفيه عن النفس، شيء للراحة، مشاهدة برامج جيدة في التلفزيون، التواصل مع الصديقات، الجلوس مع الأسرة، والسعي دائما في بر الوالدين) أشياء كثيرة جدا يمكن أن تقومي بها، وهذه هي أحد الوسائل المهمة جدا في علاج الوسواس، لأن الوسواس والخوف أصلا قائم على أفكار خاطئة ومفاهيم خاطئة، ويتصيد الناس دائما في أوقات الفراغ - الفراغ الذهني أو الفراغ الزمني - وأنا لا أريدك حقيقة أبدا أن تشغلي نفسك بمثل هذه الأفكار وبهذه الأمور.

عيشي حياتك الحياة الصحية، وهذه تتطلب: الغذاء المتوازن، ممارسة الرياضة، النوم الليلي المبكر - كما قلنا - الحرص على الصلاة في وقتها، وأن تكون لك آمال وطموحات حول المستقبل، فكري ماذا سوف تكونين أنت بعد ست أو سبع سنوات من الآن؟ إن شاء الله التخرج المتميز من الجامعة، الزواج، الوظيفة إن كان لديك رغبة في العمل، التفكير في دراسة الماجستير والدكتوراه، وهكذا، يجب أن يكون فكرك في هذا الإطار.

أنا أيضا أريدك أن تذهبي إلى طبيبة الأسرة، لتصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومن أفضل الأدوية التي سوف تناسبك العقار الذي يعرف تجاريا باسم (زولفت)، من المهم أن يوصف لك الدواء من قبل الطبيب إن رأى ذلك مناسبا، وأنا أعتقد أن الطبيب بالفعل سوف يرى وصف الدواء مهما بالنسبة لك، الزولفت أو أي دواء آخر يراه الطبيب، كالسبرالكس مثلا.

باراك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات