المشاكل بين أمي وزوجتي لا تنتهي وأمي تريد طلاق زوجتي، فما الحل؟

0 21

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج منذ عامين، ورزقني الله بطفل، وأسكن مع والدتي في المنزل، وهي مريضة، ولي أخت تسكن معنا، ولكن يوجد مشاكل بين أمي وزوجتي وأختي بسبب أمور المنزل من نظافة وطهي وما إلى ذلك، وتقوم والدتي بإحضار متطلبات المنزل، ولكن أختي وزوجتي تهملان في أمور المنزل وتتشاجران مع بعضهما بسبب ذلك، وأمي تصرخ عليهما وتدعو عليهما.

تشاجرت أنا وزوجتي، وأتى أهلها إلى المنزل وقاموا باستفزاز والدتي بالكلام، وبعد أن ذهبوا قامت والدتي بسبهم، فقامت زوجتي بالرد على أمي بنفس السب، وحدثت مشكلة أكبر، وأمي تريد أن أطلق زوجتي وإلا ستغضب علي، ولن تسامحني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك لإصلاح ما فسد من العلاقات بين أفراد أسرتك، ونصيحتنا لك ألا تتعجل بطلاق زوجتك، وأن تترك للزمن دوره في تهدئة النفوس وإطفاء نار الغضب التي اشتعلت، مع المحاولة الجادة للإصلاح، فالإصلاح بين المسلمين عموما من أعظم الأعمال التي يثاب عليها الإنسان، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله سوف نؤتيه أجرا عظيما}، فإذا كان هذا بين عموم الناس فكيف بين أفراد الأسرة الواحدة؟

وحاول أن تستعين بكل من فيه خير وصلاح ويرغب في الإصلاح بين الناس، ومما يعينك على إصلاح الحال وتهدئة أمك: أن تبين لها الحقوق الشرعية للزوجة على زوجها، وأن من هذه الحقوق السكن المستقل الذي تستقل فيه عن الآخرين بمرافق البيت، فمن حق الزوجة أن تسكن في بيت تستقل فيه بالمطبخ والحمام ومحل نشر الثياب والمخرج من البيت، فهذا من حقوقها، ولا تكلف الزوجة خدمة أفراد الأسرة من أقارب الزوج.

فإذا علمت هذا علمت أن استجابة الزوجة للعيش مع أفراد أسرتك في بيت واحد ومشاركتها في خدمتهم هذا نوع تفضل منها، إذ ينبغي أن تعامل في مقابلته بالحسنى، وسيكون ذلك تشجيعا لها على الزيادة في الإحسان إلى والدتك والبر بها، فإن شكر المعروف يحفز النفوس على الزيادة.

وفي المقابل ينبغي أن تذكر الزوجة بحق أمك عليك، وأن ما تقدمه زوجتك من بر بأمك وإعانتك أنت على برها سينعكس على الأسرة في المستقبل، فإنه سيكون لكم أولاد، وسيتأثر هؤلاء الأولاد بموقفك أنت من أمك وبرك بها، وسيكتسبون منك هذه الأخلاق.

فبهذا الكلام ونحوه ستتهيأ النفوس للتقارب، وسيجعل الله تعالى في ذلك إصلاحا وتآلفا.

أما إن استمر الحال على ما هو عليه وأبت أمك إلا أن تطلق زوجتك، فالحكم الشرعي أنه لا يلزمك أن تطيع أمك في هذا الأمر بخصوصه، فلك أن تحافظ على زوجتك مع سعيك واجتهادك في برك بأمك والإحسان إليها ومصاحبتها بالمعروف.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يهيء لك من أمرك رشدا، وأن يعينك على ما فيه إصلاح أسرتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات