أشعر بخوف وكره عند مواجهة الناس لشماتتهم بي.. أرشدوني.

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة كنت أشاهد الأفلام الإباحية، والناس كلهم عرفوا حتى أهلي، الآن عندي شعور خوف وكره عند مواجهة الناس؛ لأنهم يشمتون بي، وأحتاج لنصيحة بكيفية مواجهة نفسي والناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونحيي هذه الرغبة في الخير، وشكرا على هذه النفس اللوامة التي تلومك على هذا الخطأ والخلل الذي حدث، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

أرجو أن تكون بداية التصحيح بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، وتمحو ما قبلها من ذنوب، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن كل بني آدم خطاء، لكن خير الخطائين التوابون، وأرجو أن يكون همك إرضاء رب الناس، فإن رب الناس إذا رضي أرضى عنك الناس، وتعوذي بالله من شيطان يريدك أن تظلي على المخالفة وعلى المعصية، وهذه من حيل الشيطان أنه يخوفك من نظرة الناس ومن مواجهة الناس.

نحن نقول: أهم وأول ما ينبغي أن نبدأ به هو أن نصحح ما بيننا وبين الله، فإذا أقبلت على الله وتبت إلى الله توبة نصوحة فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، والتوبة النصوحة من شرائطها الإخلاص فيها لله، والصدق فيها مع الله، والتوقف عن هذه المشاهدات المحرمة، والندم على ما حصل، والعزم على عدم العود لهذه المخالفة، والإكثار من الحسنات المحاية، فالحسنات يذهبن السيئات، ثم من تمام التوبة وصدقها أن تتخلصي من المواقع المشبوهة، إن كانت هناك أرقام، تغيري الإيميل، تغيري الرفقة، تهاجري الرفقة التي كانت معك على المخالفة، وأبشري بالخير من الله تبارك وتعالى.

نتمنى أن يكون التصحيح بالطريقة التي أشرنا إليها، فتوبي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الإنسان إذا أقبل على الله رضي الله عنه، وأقبل بقلوب الناس إلى من تاب إليه، قال تعالى: {إن الذين آمنوا سيجعل لهم الرحمن ودا}، وربنا يفرح بتوبتنا عندما نتوب، وهو يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويطالبهم بالتوبة ليكونوا من المفلحين فقال: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} فأبشري بالخير، واعلمي أن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها.

نحن سعداء بهذه المشاعر النبيلة التي تدعوك إلى التصحيح، ونؤكد مرة أخرى أنك ينبغي أن تتعوذي بالله من شيطان لا يريد لك الخير، فالشيطان يوقع الإنسان في المعصية ثم يأتي يخوفه من الناس ويخوفه من نفسه، ويقول: (أنت تظنين أنك على خير، لا، بل أنت سيئة) نحن نقول: التوبة تجب ما قبلها، والله ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا يرحمنا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

نحن نبشرك – يا ابنتنا – في حال صدقك في التوبة مع الله (التوبة النصوح) فإن الله يبدل السيئات القديمات بحسنات جديدات، قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} وبشر فقال: {وكان الله غفورا رحيما}، وأكد على قبوله التوبة بقوله: {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا}.

فأنت يمكنك بإذن الله بالصدق والإخلاص مع الله والرجوع إليه لا أقول تفوزي بقبول التوبة والمغفرة فقط، بل تفوزي أيضا بأن يبدل الله السيئات إلى حسنات، واعلمي أن الحسنات يذهبن السيئات، {ذلك ذكرى للذاكرين}.

رفع الله قدرك، وأعانك على التوبة، ونسأل الله أن يتوب عليك لتتوبي، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات