لدي قلق وأشعر بنبض شديد وضعف في ذراعي

0 8

السؤال

أشعر بنبض شديد وضعف وسرعة إرهاق في ذراعي الأيسر، وظننت أنه أولا متعلق بالقلب، وقمت بأشعة الإيكو على القلب، ولكن القلب كان سليما، وظننت أيضا أنه شيء في الأعصاب أو المخ، وقمت بأشعة مقطعية على الدماغ، ولكن أيضا كانت الأشعة سليمة، وقال لي الطبيب: إن هذا الأمر نفسي، ولكني ألاحظ انتفاخ عروق ذراعي.

علما بأن عروق وجهي كانت قد انفتحت، وتؤلمني كل حين وآخر، ولم أستشر طبيبا عنها، ولكن عندما تذكرتها وربطتها بذراعي زاد شكي في وجود مشاكل بالأوعية الدموية.

علما بأن ذراعي اليمين سليم، ولا أشعر فيه بأي مشاكل، لكن قدمي اليمنى أيضا أشعر فيها بضعف ونبض واضح، كأن شيئا يتدفق بها، وأشعر بصداع شديد، وكل حين وآخر تتشوش الرؤية في عيني اليسرى، ثم تعود بعد عدة أسابيع.

هل يمكن أن تكون تلك الأعراض نفسية، ويجب علي الذهاب لطبيب نفسي، أم يجب علي عمل أشعة أخرى على أوعية الذراع والقدم غير الإيكو على القلب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا اطلعت على رسالتك بكل عناية، وأستطيع أن أقول لك أن أعراضك هذه أعراض نفسية مائة بالمائة، فأنت لديك شيء من (قلق المخاوف)، وهذا جعلك تلاحظ حركة الشرايين لديك، فبعض الناس لديهم شرايين سطحية واضحة جدا، والنبض هو دليل على أن القلب يعمل بصورة ممتازة، فكل الذي تعاني منه هو نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

احمد الله على أن قلبك يعمل على أفضل حال، ولا تراقب أبدا وظائف جسدك، لكن اعتن بجسدك، وذلك من خلال أن تمارس الرياضة، أن تتجنب السهر، أن تكون حريصا في غذائك، ألا تتناول أي شيء يضر جسدك أو نفسك أو عقلك، هذه من المتطلبات الرئيسية.

أرجوك ألا تتردد بين الأطباء، كثرة التردد يؤدي إلى توهم الأمراض، والطبيب الذي ذكر لك أنه لا يوجد لديك شيء يقصد أنه ليس لديك أي مرض عضوي، ويجب أن تقتنع بذلك.

أنا أقول لك: إن الذي عندك هو (قلق مخاوف)، جعلك تستشعر هذه الأعراض.

إذا لا نستطيع أن نقول إنه ليس لديك شيء، لديك شيء، لكنه ليس مرضا عضويا جسديا، وليس مرضا نفسيا، إنما هي ظاهرة نفسية بسيطة تؤدي إلى الأعراض النفسوجسدية.

العلاج إذا يكون: عدم التردد على الأطباء، حسن إدارة الوقت، تتجنب السهر، تحرص على النوم الليلي المبكر، تمارس الرياضة، تحرص على صلواتك في وقتها في المسجد، تكون بارا بوالديك، تجتهد في دراستك لتكون من المتميزين، هذا هو الذي يصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض، واحمد الله تعالى ما دامت هذه الشرايين تنبض بالحياة.

أكرر مرة أخرى: ممارسة الرياضة مهمة جدا بالنسبة لك، وأيضا توجد تمارين تسمى تمارين الاسترخاء، مفيدة جدا في حالتك، فأرجو أن تحرص عليها، وقد أعد هذا الموقع استشارة رقمها (2136015) توجد إرشادات وتعليمات وتوضيحات حول كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تستفيد من هذه الاستشارة، أضف إلى ذلك أنه توجد برامج ممتازة جدا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

أنا حتى أطمئن عليك تماما من زوال هذه الأعراض النفسوجسدية – خاصة الشعور بالنبض والصداع وتشوش الرؤيا في العين اليسرى – كل هذا نفسوجسدي، حتى أطمئن عليك سأصف لك دواء بسيطا يعرف باسم (دوجماتيل) ودواء آخر يعرف باسم (سيبرالكس)، كلا الدوائين من الأدوية الفاعلة الممتازة، مضادة لقلق المخاوف، وهي لا تسبب الإدمان، وأنت تحتاج لها بجرعات صغيرة جدا ولمدة قصيرة.

الدواء الذي يسمى (سولبرايد) واسمه التجاري (دوجماتيل) تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجراما) يوميا في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

أما الدواء الآخر (سيبرالكس) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، هنالك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، وأخرى تحتوي على عشرين مليجراما، أنت لست في حاجة للحبة التي تحتوي على عشرين مليجراما، إنما تحتاج للحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، والتي أريدك أن تتناول نصفها – أي خمسة مليجرام – يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات