كيف أقنع أمي أني لست طفلاً؟

0 9

السؤال

السلام عليكم.

أنا ولد بعمر ١٥ سنة، وأنا لا أخرج من البيت أبدا، حتى للسوبرماركت، بسبب أن والدتي لا تقبل أن أذهب خارج البيت، مثلا مع أصدقائي أو للسوق، وهي تمتلك سيارة تأخذني للمدرسة فيها، وأنا أخجل من ذلك.

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مرتضى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونشكر لهذه الوالدة الاهتمام، نسأل الله أن يرزقك برها، وأن يعينكم على الطاعات.

لا شك أن الوالدة في خوفها ربما يكون له أسباب، وهي تخاف عليك من قرناء السوء، وتخاف عليك من بعض الممارسات الخاطئة، وبعض المغريات التي يمكن أن يواجهها الإنسان وانحرافه في هذه السن، ولكن قطعا نحن لا نؤيد ألا يكون لك خروج من البيت، وألا يكون لك أي مجهود، بل نريد دائما أن تحاول الوالدة أن تحملك بعض المسؤوليات، ولكي تحملك الوالدة بعض المسؤوليات ينبغي أن تجعلك تذهب إلى المسجد وأن تذهب إلى الأماكن النظيفة بصحبة أخوالك أو بصحبة أعمامك، أو بصحبة من فيهم تقوى وطاعة لله، يجب أن تثبت لها أنك إنسان ناضج، وأنك إنسان واعي، وأنك محل هذه الثقة.

نحن لا نؤيد هذا الحجر المنزلي المفروض عليك، وليس من مصلحتك قطعا، ولكن أيضا لا بد أن نسمع من الوالدة ونعرف أسباب هذا الذي يحدث، ونحن في زمان لا يستطيع الإنسان أن يطمئن إلى كل ما هو في الخارج، ولكن عندما يكون الشاب ناضجا وواعيا ويعرف مواطن الشر ويتجنبه، ويثبت لأهله أنه مكان للثقة، وأنه يستطيع أن يحافظ على نفسه، وأنه يستطيع أن يحسن اختيار الأصدقاء، وأنه محل ثقة للأسرة، وأنه سيلتزم بوقت الخروج والدخول، وأنه لا يخرج إلا للأمور المهمة.

عندما تحصل هذه القناعات عند الوالدة قطعا ستتيح لك مسألة الخروج مع أصدقاء صالحين، وأيضا تساعدها في مسألة التسوق، وكونها تأخذك إلى المدرسة أرجو ألا تتحرج، بل هذا شرف.

أنا مدرك أن الإنسان في هذه السن يبدأ يشعر أنه رجل، وربما يشعر بالحرج أمام زملائه الذين يأتي بهم السائق أو يأتي وحده، مخالفا للقانون، يقود سيارته، أو يأتي به والده، ولكن أيضا الوالدة طالما هي تتكرم بإيصالك إلى المدرسة أرجو أن تحي هذا وترفع رأسا بهذا، وتشكر للوالدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير.

الإنسان ينبغي أن يكون قدوة ولا يتأثر بما يقوله الآخر، لا يتأثر بالآخرين، والإنسان ينبغي أن يعرف المصلحة، والوالدة من أحرص الناس على مصلحتك، ولكن أدر معها حوارا هادئا، وأثبت لها أنك مكان للثقة، وأنك ناضج.

أيضا حاول أن تأتي بصالحين ولو من الأقرباء حتى يكونوا معك وتكون معهم، واقترب من أعمامك ومن أخوالك، فهؤلاء خير عون لك إن شاء الله، أيضا إذا كان الوالد موجودا ينبغي أن تصادقه وتخرج معه، حاول أن تجعل الوالدة تسمح لك بالذهاب إلى المسجد والعودة منه، لأنها بيئة الأصدقاء الصالحين.

المهم أرجو أن تتعامل مع الوضع بهدوء وتقدر المشاعر النبيلة التي تحملها الوالدة، رغم أننا لا نوافق على الطريقة المذكورة، وكنا بحاجة إلى أن نسمع ماذا تقول الوالدة، فاعرض عليها هذه الإجابة، واسألها عن المخاوف التي تجعلها تمنعك من الخروج، حتى نحاول أن نحل معكم هذه الإشكالات، ونسأل الله أن يوفقكم وأن يرفعكم عنده درجات.

مواد ذات صلة

الاستشارات