أعاني من الوسواس القهري من الموت، وقد أتعبني التفكير كثيرا!

0 10

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من الوسواس القهري من الموت، والمرض يعيق حياتي حيث أنني أظل طوال النهار أبحت عن أعراض الأمراض.

لدي انحراف فك السفلي، وألم في الجمجمة نصفي في الجهة اليسرى خفيف يختفي عندما أكون مرتاحة دون ضغوط، كنت ألعب كرة الطائرة فاصطدم رأسي من الجهة اليسرى، ولم يحصل لي أي شيء، لكن اليوم التالي أحسست بضبابية على عيني اليسرى دون صداع واختفت بعد يومين ورجعت بعدها أمارس الرياضة بشكل عادي، لكن بعد شهر أحسست أن لدي ضعفا طفيفا في العين كنت أتجاهله، بعدها أصبت بكورونا وكنت مضغوطة نفسيا ورجع الصداع النصفي، ومع العلم أنني أقرأ كثيرا عن ارتفاع ضغط الجمجمة ومشاكل الدماغ، أصبحت خائفة من وجود علة في رأسي من الضربة، مع العلم أنه مرت عليها 4 أشهر أتعبني، التفكير كثيرا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zineb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري والمخاوف القلقية -خاصة الخوف من الموت- دائما تؤدي إلى ما يعرف بالمراء المرضي، بمعنى أن الإنسان يكون متخوفا من الأمراض ويهيأ للإنسان أنه يعاني من كذا وكذا، ويلجأ الإنسان لسوء التأويل وللتضخيم، حتى وإن كان العرض عرضا جسديا بسيطا.

أنا أنصحك بأن تعالجي الوسواس في المقام الأول. إذا ذهبت إلى طبيب نفسي فسوف يضع لك برنامجا علاجيا جيدا جدا. هنالك أدوية نفسية ممتازة جدا. أنا لا أستطيع أن أصف لك دواء لأن عمرك غير معروف لدي، والأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي سليمة جدا وفاعلة جدا وممتازة جدا، فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب.

ثم بعد ذلك توجد ما نسميها بالحيل النفسية على الوسواس. من أهم هذه الحيل: ألا يحاور الإنسان الوسواس، ولا يناقشه، ولا يدخل في تفاصيله، إنما يحقره، ويتجاهله، ويوقف الأفكار من خلال مخاطبة الفكرة مباشرة: (أقف، أقف، أقف، أنت فكرة سخيفة)، ويصرف الإنسان نفسه إلى فكر إيجابي أفضل وأجمل، ويربط الإنسان الفكرة الوسواسية بحدث مؤلم على النفس مثلا، الربط ما بين الاثنين - أي بين الفكرة الوسواسية وبين الحدث المؤلم - يضعف الوسواس.

وتوجد حيل سلوكية كثيرة جدا، لكن المهم هو ألا يستجيب الإنسان للوسواس، أن يحقره، وألا يناقشه.

وحسن إدارة الوقت، وأن يشغل الإنسان بما هو مفيد وطيب وجميل، هذا قطعا يصرف الانتباه عن الوسواس.

وأنا أعتقد أنك إذا قمت بإجراء فحص طبي عام عند الطبيب العمومي -أي طبيب الأسرة أو طبيب الباطنة - هذا سوف يؤدي إلى الاطمئنان تماما أيضا.

موضوع انحراف الفك: أنا أرى أن الخوف الوسواسي جعلك تحسين هذه الشكوى وهذا العرض بتضخم وزيادة غير واقعية. إذا التحقير والتجاهل مطلوب، وكما ذكرت لك توجد أدوية ممتازة جدا لعلاج القلق والمخاوف الوسواسية.

طبعا فترة الكورونا سببت الكثير من المضايقات للعالم بأجمعه، ونحن دائما نقول أن الكوارث وحتى الابتلاءات والأمراض والجوائح التي تصيب الناس جميعا يجب ألا يتأثر الإنسان نحوها نفسيا، لأنه ليس هو الوحيد الذي أصيب بهذا الشيء، فلا تنظري للأمور بشخصنة، إنما انظري لها بعمومية، وطبعا الإنسان يتخذ الإجراءات التحوطية، وتسألي الله تعالى أن يحفظك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات