أعاني من اضطراب القلق المعمم، فما العلاج؟

0 21

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من اضطراب القلق المعمم منذ سنة، وصف لي الطبيب المختص أدوية مضادات الاكتئاب والقلق، الدواء فعال ولكن تحدث لي انتكاسة في كل مرة عندما أبدأ خطوة تقليل الجرعات بالتدريج.

هل من الممكن أن يشفى الشخص ويعود اتزان النواقل العصبية لطبيعته مجددا بعد التوقف من العلاج مستقبلا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يبلغنا جميعا شهر رمضان المبارك.

أيها الفاضل الكريم: حين نتكلم عن الشفاء بالنسبة لحالات القلق المعمم نقصد بذلك أن هذا القلق من قلق زائد أو محتقن تم تحويله إلى قلق فعال وقلق إيجابي، هذا هو المقصود بالشفاء، والقلق كما تعرف هو طاقة نفسية وجدانية مهمة جدا، فالذي لا يقلق لا ينجح أبدا، لكن أتفق معك حين يزداد عن المعدل المطلوب ويكون جزءا من البناء النفسي للشخصية هنا تحصل الإشكالات.

العلاج الدوائي هو جزء من البرنامج العلاجي وليس كله، العلاج - أيها الفاضل الكريم - له أربع أركان مهمة: الدواء، العلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، والعلاج النفسي.

العلاج النفسي يتطلب أن تكون دائما إيجابي التفكير، وأن تعبر عن ذاتك ولا تحتقن ولا تكتم، وأن تعطي نفسك رسائل إيجابية أن هذا القلق يمكن الاستفادة منه للمزيد من الإنتاجية، للمزيد من التفاعل الإيجابي.

ومن العلاجات المهمة اجتماعيا: ممارسة الرياضة، الرياضة حقيقة تحرق الطاقات السلبية وتزيد من فعالية الطاقات الإيجابية، ولا شك أن القلق المعقول طاقة إيجابية، فالرياضة مهمة جدا.

كذلك تمارين الاسترخاء، وهذه طبعا رياضة اجتماعية نفسية، فيا أخي: يجب أن تتدرب على هذه التمارين. توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، أو يمكن للأخصائي النفسي أن يدربك عليها.

من الأشياء المهمة جدا - أخي الكريم -: أن يحرص الإنسان على أداء الصلاة، لأن الصلاة تبعث الطمأنينة في الإنسان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أرحنا بها يا بلال) وقال: (وجعلت قرة عيني في الصلاة)، وأقصد بذلك الصلاة الخاشعة، مع الجماعة، والصلاة تجعل الإنسان في لحظات طيبة، يلجأ الإنسان إلى ربه بالاستغراق الذهني والتدبر والتأمل، وهذه فيها حقيقة فائدة كبيرة وكثيرة جدا للإنسان من الناحية العلاجية.

وأنصحك أيضا أن تطور نفسك مهنيا، هذا أيضا يوجه القلق ويجعله إيجابيا. وأنصحك أن تحسن إدارة وقتك، لأن إحسان إدارة الوقت لا يعطي فرصة للفراغ الزمني والفراغ الذهني، ومن يحسن إدارة وقته يحسن إدارة حياته، والبداية الصحيحة لحسن إدارة الوقت هي أن يتجنب الإنسان السهر، وأن ينام مبكرا، لأن ذلك يؤدي إلى ترميم كامل في كيمياء وخلايا الدماغ، وهذا يعود بخير كثير على النفس والجسد، ويستيقظ الإنسان مبكرا، ويؤدي الصلاة في وقتها، ويا حبذا لو قمت ببعض التمارين الإحمائية في فترة الصباح.

يقلل - يا أخي - أيضا من شرب الشاي والقهوة وكل المثيرات التي تحتوي على الكافيين، حقيقة لا ننصح بها، لكن لا تحرم نفسك. وبعد ذلك عليك أن تواصل تناول بعض الأدوية، ومضادات الاكتئاب بجرعة صغيرة تساعد الإنسان، حتى لو تناولتها لفترة طويلة فلا بأس في ذلك أبدا، بشرط أن تكون الجرعات بسيطة، وأنا أعتقد أن دواء واحد سوف يكون كافيا جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات