تقدم شاب يقول بأنه ليس ملتزماً دينياً بشكل كامل.. ما توجيهكم؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أنا مسلمة أبلغ من العمر 25 عاما، وقد تلقيت مؤخرا عرضا بالزواج من رجل حسن المظهر ووضعه المادي مستقر، لكن في لقائنا الأخير أخبرني أنه ليس ملتزما دينيا بشكل كامل، حيث يصلي من ثلاث إلى أربع صلوات عندما يكون لديه الوقت لذلك، وقد سألني ما هي توقعاتي التي أتمناها في شريك حياتي، فأجبته بأن الشخص المتدين الذي يواظب على صلاته هو أول أولوياتي، هذا هو الجواب الوحيد الذي أعطيته إياه، وأشعر بالقلق من أنهم قد يرفضون عرض الزواج بسبب إجابتي له بتلك الطريقة، ووالدتي كذلك قلقة للغاية بشأن عرض الزواج هذا، أرجو التكرم بتقديم النصح والمشورة ومساعدتي في التغلب على هذا الموقف.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zahra حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

أولا: نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

وثانيا: لقد أحسنت غاية الإحسان - ابنتنا العزيزة - حين جعلت أهم المواصفات في الزوج الذي ستقبلين به أن يكون محافظا على الصلوات الخمس، وهذا أقل مستوى من التدين والالتزام بالدين، فإن الصلاة جعلها النبي صلى الله عليه وسلم حدا فاصلا بين الإسلام والكفر، فقال عليه الصلاة والسلام: (العهد - يعني الحد - الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

الصلاة أمرها عظيم، والمتهاون في الصلاة لا شك أنه سيكون متهاونا في الأمور الأخرى، والحياة الزوجية لا تستقيم ولا تصلح إلا إذا قامت على ركيزتين في الزوج: الدين الذين يمنعه من الظلم والتقصير في حق الزوجة، وحسن الخلق الذي يدعوه إلى حسن المعاشرة واستعمال كريم الأخلاق والطباع، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

فنحن نقول - أيتها البنت العزيزة -: ينبغي أن تكوني مطمئنة معتمدة على الله في أنه سبحانه وتعالى سيرزقك الزوج الصالح المناسب، ولا تقلقي إذا صرف الله تعالى عنك زوجا لا يحافظ على الصلوات كلها، لا تقلقي، فإن الخير فيما يختاره الله تعالى لك، والله يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فموقفك كان موقفا صحيحا يتحقق به رضا الله سبحانه وتعالى، وإذا رضي الله تعالى فلا تقلقي بعد ذلك من سخط غيره، فلا يستطيع أحد أن يجلب إليك نفعا إلا بتقدير الله، ولا يستطيع أحد أن يدفع عنك ضرا إلا بتقدير الله تعالى.

فوجهي وجهتك لله، واحرصي على مرضاته وعلى ما يريده منك، وسيجعل لك مخرجا، فقد قال في كتابه الكريم: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، فالرزق الحسن في طاعة الله، {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، ويقول سبحانه وتعالى في أول سورة هود: {وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله}.

فالمتاع الحسن والحياة الطيبة وعد الله تعالى بها من يلتزم بهذا الدين، {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات