البوسبار هل ينفع كعلاج لمن يعاني من الأرق والاضطرابات النفسية؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

ابنة أخي تعاني من الأرق، والعزلة، وكره للحياة، مع فقدان للشهية، وترفض العلاج، عمرها ١٥ سنة، فهل يمكنني إعطاؤها البوسبار؟ وما هي الجرعة المناسبة لها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dalia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه البنت -حفظها الله- لابد أن نعرف طبيعة مشكلتها، فأرجو أن تتحدثي معها بكل ود واهتمام، وتعرفي طبيعة مشكلتها، ولماذا هي تكره الحياة؟

ربما يكون لديها مجرد مفاهيم خاطئة حول الحياة نفسها، وربما تكون هنالك إشكالات بسيطة لم تستطع أن تواجهها، هذا كله علاج -أيتها الفاضلة الكريمة-، من خلال التحدث إليها، وإشعارها بأن هنالك من يهتم بها فعلا.

والأمر الآخر هو: أن نساعدها بأن نعطيها بعض المهام في الحياة، أن نشعرها بأهميتها داخل المنزل، ألا تهمش، أن تشارك في القرارات العائلية، وأن نساعدها على نمط الحياة الإيجابي، وأن تعيش حياة صحية من حيث: التغذية، وتجنب السهر، والأرق سببه السهر في معظم اليافعين.

فإذا حاولت أن تنام في وقت مبكر نسبيا، وتثبت ذلك الوقت، وتتجنب النوم النهاري، وتتجنب شرب الشاي والقهوة، والبيبسي والكولا، وكل محتويات الكافيين بعد الساعة الخامسة، وتتدرب على بعض تمارين الاسترخاء، مثل: تمارين التنفس التدرجي، وتحرص على أذكار النوم، أنا متأكد أنها سوف تنام، وإذا لم تنم في الليلة الأولى سوف تنام في الليلة الثانية -إن شاء الله-. إذا الأمر كله يتعلق بتنظيم نمط الحياة، والذي يجب أن يكون إيجابيا.

كرهها للحياة -كما ذكرت لك سلفا- يجب أن نحاورها في هذا الأمر، يجب أن تكوني أنت أو من تثقين به المتنفس لها؛ لأن من يكتم مشاعره السلبية، هذا في حد ذاته يؤدي إلى إشكالات كبيرة.

الـ (بوسبار Buspar) ليس دواء جيدا لتحسين النوم أبدا، على العكس تماما هو يزيد اليقظة، لكنه يعالج القلق، وأنا حقيقة أفضل المنهجية الإرشادية التي ذكرتها لك في حالة هذه الابنة، أكثر من الميل إلى الأدوية، لأنها صغيرة في السن، وإذا كان لا بد من الدواء، ومثلا كان لديها عسر شديد في مزاجها؛ هنا يكون عقار (أميتريبتيلين Amitriptyline)، والذي يعرف باسم (تربتيزول tryptizol) هو الدواء الأفضل لها، تعطى جرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة ليلتين، ثم تعطى عشرين مليجراما ليلا لمدة شهر مثلا، ثم عشرة مليجرامات ليلا ساعة قبل النوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، وهذا أيضا سيساعد -إن شاء الله تعالى- في علاج فقدان الشهية أيضا.

التربتيزول بالرغم من أنه قديم لكنه جيد لعلاج هذه الحالات، يمكن أن ترفع الجرعة لتكون حتى خمسة وعشرين مليجراما مثلا، أو ثلاثين مليجراما ليلا، هذا كله -إن شاء الله- يفيدها.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات