الدعاء بالسر والنية دون التلفظ

0 476

السؤال

هل الله سبحانه وتعالى يستجيب لدعائنا ما نقوله بلساننا أم ما في نيتنا لقد طلبت من الله ثلاثة أشياء 1. وظيفة 2.أن يرد لي من كنت أحب أو يعوضني بنصيب وأن أتزوج وفعلا تمت الأولى والثانية فقد عوضني الله بشخص أحبه ولكن لا أمل في الزواج به لكن الله ابتلاني به ولكن أنساني من كنت أحب وأنا أدعو الله أن يبعث لي نصيبي لأنني كنت أتمنى من الله أن الذي أريد أن أحبه أن يكون نصيبي لأنني كنت وقتها أمر بظروف صعبة إن الذي أعلمه هو أن الله يلبي ما نوينا في أنفسنا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فلا يحتاج إلى ظهور ما في نفسك على لسانك أو جوارحك ليتم علمه به، قال الله تعالى: والله عليم بذات الصدور [التغابن:4]. وقال تعالى: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور [غافر:19]. وقال تعالى: والله بكل شيء عليم [البقرة:282].
وقال تعالى: إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء [آل عمران:5].
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على سعة علم الله تعالى وعلوه وكماله ، ومع هذا فإننا مطالبون شرعا بأن ندعوه بألسنتنا سرا تارة وبين السر والجهر تارة أخرى، قال الله تعالى: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين [الأعراف:205].
أما حالة التوسط بين الجهر والإخفات، فقد قال الله تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا [الإسراء:110].
وقد جاءت نصوص القرآن والسنة تؤكد على أن الدعاء لا بد أن يكون بلفظ، وإلا لم يسم دعاء، قال تعالى عن زكريا عليه السلام: إذ نادى ربه نداء خفيا [مريم:3].
وقال تعالى عن نوح عليه السلام: فدعا ربه أني مغلوب فانتصر [القمر:10].
وقال تعالى عن مريم لما رأت روح القدس: قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا [مريم:18].
وهكذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وفي صلاته، وفي دعائه للمؤمنين، أما مجرد طلب الأمر بالنية، فإنه أمر طيب مقبول ولا شيء فيه وفضل الله واسع، إلا أنه لا يعد دعاء لا لغة ولا شرعا.
ولمزيد من الفائدة حول فضل الدعاء وآدابه تراجع الفتاوى التالية أرقامها:
25109 -
23599 -
22431 -
21386 -
25874.
وإننا لنوصي الأخت السائلة بدوام الدعاء، والصبر على البلاء، ففي الحديث: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل. رواه مسلم.
وفي الحديث الآخر: وما أعطي أحد من عطاء خيرا وأوسع من الصبر. رواه مسلم.
وننبهها إلى أن تعلق المرأة بشخص وحبها له إذا كان بسبب منها كنظرة أو خلوة أو سعي إلى ذلك فهي آثمة، أما إن قذفه الله في قلبها من غير كسب منها فلا حرج عليها في ذلك.. لكن لا ينبغي لها التعلق بشخص لا تعلم هل سيتزوجها أم لا؟ بل إذا أدى حبها له إلى تفويت واجب أو تفريط في حق فإن الآثم يلحقها، ولا حرج عليها أن تعرض نفسها للزواج عن طريق أحد محارمها أو بعض أهل الصلاح على من أحبته بشرط أن يكون ذا دين وخلق، فإن استجاب فذلك المطلوب، وإن أبى فيجب عليها صرف قلبها عنه والله يقدر لها الخير حيث كان، وما هو مقدر لها فسيأتيها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة