موقف الابن من دعاء أبيه عليه

0 123

السؤال

هذا السؤال أقلقني منذ زمن، وهو: والدي حينما يحدثونه عني يقول: الله يقلعه. أو: الله يخسأه. أو: الله لا يوفقه... إلخ.
في يوم من الأيام وأنا راجع من الكلية أخذت غداء ودخلت لآكل، فدخل عندي والدي وقال: إن شاء الله سم في بطنك. فقررت أن أنتحر أو أتبرأ منه. تارة يقولها عبر المزاح، وتارة إذا كان غاضبا يدعو علي. فماذا أفعل؟
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لوالدك أن يدعو عليك لا مازحا ولا غير ذلك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أموالكم، ولا تدعوا على أولادكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم. أخرجه مسلم. وانظر الفتوى رقم: 62351. وإذا دعا عليك أبوك ظالما لك لم يضرك دعاؤه عليك -إن شاء الله-، ولكن عليك أن تحسن إليه، وتبره، وألا تعقه مهما أساء إليك، وإذا فعلت هذا، وحرصت على بره، فإنك لا تتضرر بدعائه -كما ذكرنا-، وانظر الفتوى رقم: 195179. وناصحه وذكره بالله بلين ورفق مبينا له عدم جواز ما يفعله، فإن انتهى فالحمد لله، وإلا فاصبر، ولا يكن منك إلا الإحسان لوالدك والبر به.

وأما الانتحار: فهو من أعظم الذنوب، وأكبر الموبقات، فليس لك أن تفكر فيه، ولا أن تقدم عليه بحال، وانظر الفتوى رقم: 256411، والفتوى رقم: 189705، وكذا ليس لك أن تتبرأ من والدك، ولكن تنصحه وتبين له حكم الشرع -كما ذكرنا-، فإن لم يستجب فاعتصم بالصبر إلى أن يفرج الله كربك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة