ترك زيارة الأهل خوف الأذى

0 26

السؤال

تزوجت منذ سنتين، وكانت هناك مشكلة بسبب أختي، فبعد أسبوع من زواجي، هجمت علي في بيت الزوجية، وقفزت من السور، وكسرت زجاج النوافذ، وخربت حديقة البيت، ولم أفتح الباب؛ لأن أختي هذه كانت تضربني، وتعضني، وتمسكني من شعري، وكانت تفتعل معي المشاكل لأي سبب، مع أني أختها الكبرى، وتقول لي إحدى أخواتي الأصغر مني: إنها تكرهني، وتحسدني، ولكني كنت دائما أنصف أختي التي تضربني، وأتعامل معها بحب، ومودة، وهي تعترف بذلك؛ لذا خفت منها عندما هجمت علي وزوجي غائب، وعندما حضر قال لي: أختك لا تدخل منزلنا أبدا، وبعد فترة زرت بيت أبي؛ فقابلتني أختي بالخصام، وفي كل مرة أزور بيت أبي تخاصمني، وكنت حاملا، ولا أحد في البيت يستطيع أن يوقفها عند حدها، وفي تلك الفترة تعبت نفسيا من مشاكلها، ورغم ذلك تريد زيارتي في بيتي، وزوجي يمنع ذلك؛ خوفا علي، وبعد أن وضعت صغيري، زرنا مرة أخرى بيت أبي أنا وزوجي، فما كان منها إلا أن طردت زوجي، وعندما عدنا للبيت، قال لي: لن أزور بيت أبيك مرة أخرى، وفي العيد ذهبت وحدي لزيارة أهلي، وهذه المرة ضربتني أختي، ثم خرجت مع أخي ليوصلني إلى زوجي؛ فلحقت بنا بالحجارة لتضربني، فدافع أخي عني، فضرب هو، وعند صعودنا للتاكسي، ضربت التاكسي، وكان موقفا صعبا جدا، كنت أظن فيه أني سأقتل، فهي دائما تهددني بالقتل، ولا تريدني أن أتزوج، وقد تعبت فعلا، حتى إن أهلي يتصرفون معها بحذر.
وبعد هذه الحادثة، أصبت بالهلع من منزل والدي، وأخاف أن أقتل على يد أختي، وأخاف أن أموت وأترك ابني الرضيع، لا لشيء سوى أني أردت أن أصل أهلي، وقد تعبت ومرضت فعلا؛ حتى إن الطبيب قال لي: لا تضغطي على نفسك، ولا تتوتري، لكني عندما أفكر بزيارة أهلي، أشعر أنني لا أتنفس، وبآلام، وحذرني الطبيب أنه إذا عادت هذه الحالة، فسيكون العلاج أطول، والدواء أقوى.
أشعر بتأنيب الضمير؛ لأني لم أزر أهلي لشهور عديدة، ومنذ شهر أخبرت أمي أني قادمة وحدي لزيارتهم؛ فغضبت علي، وخاصمتني: لماذا لا يأتي زوجي، وابني؟ فقلت لها: زوجي طرد من منزلنا، وأبي لم يحرك ساكنا، وأختي تهدد حياتي، فهل تريدين أن أضحي بابني أيضا؟ لكني سأزوركم، فأنا أخاف عليه، خاصة أنه لا أحد يحميني، فقالت لي: إن أختك تلك ليست في البيت، فقلت لها: أنت تعرفين أنها تستطيع القدوم متى شاءت، وتستطيع أن تؤذيني، خاصة أنها سحبت السكين على أمي غاضبة.
أكاد أن أموت من الرعب عند التفكير في زيارة أهلي، فماذا أصنع؟ وكيف أتصرف؟

الإجابــة

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله عز وجل أن يهدي أختك هذه، ويصلح حالها، ويرزقها رشدها، وصوابها، ونوصيكم بالصبر عليها، والدعاء لها، فالله على كل شيء قدير، وهو الذي أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، قال سبحانه: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.

وننصح بأن يسلط عليها بعض الفضلاء والوجهاء، ممن لهم مكانة عندها، وتهابهم، فعسى أن يعينهم الله على إصلاحها.

وينبغي السعي في البحث لها عن زوج صالح، فعسى أن يكون في ذلك إصلاح لحالها، وزوال للمشاكل.

وإذا خشيت على نفسك، أو ولدك ضررا بزيارتك أهلك، فلا حرج عليك في عدم زيارتهم.

ويجب عليك صلتهم بما أمكن من وسائل الصلة، كالاتصال عليهم، ونحو ذلك، فقد ذكر أهل العلم أن الصلة يرجع فيها إلى العرف، وأن من يخشى أذيته، كانت صلته من السبيل الذي لا يلحق الواصل منه أذى، وتراجع الفتويان: 132259، 348340.

ونوصيك بكثرة ذكر الله، وشكره، والاستغفار، ونحو ذلك مما يهدئ روعك، ويبعد عنك القلق، والتوتر، قال الله تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}.

وراجعي للمزيد، الفتوى: 95545، وهي عن آداب الذكر وفوائده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة