يتعين عدم الإساءة إلى زوج الأم إذا كان فيها سخط الأم

0 325

السؤال

أمي تزوجت بعد أبي رحمه الله من رجل كل الناس يقولون إنه عصبي متصنع ضعيف وهو يعمل عطارابينما كانوا يقولون عن أبي شخصية على خلق نادرا ما تتكرر وكان أستاذا في الجامعة رحمه الله لي أخ وأخت أصغر مني حملت أمي منذ أربعة شهور وبدأت المشاكل لأننا لا نريده أن يزورنا في بيتنا خوفا أن تكون بداية إقامته معنا خاصة إننا أعلى ماديا بكثير والحمد لله علما أن أمي لها بيتان بيته وبيت أبي رحمه الله بدأت تهمل في حقوق إخوتي تهمل في واجبات الطبيخ والتنظيف والاستذكار لهم تهمل حتى في متابعة خطوات أختي أو أن تجلس مع إحداهن مع العلم أنها كانت تهتم جدا بشئوننا أيام حياة أبي رحمه الله كانت أما مثالية جدا كرهنا ذلك الرجل وزاد كراهيتنا له أنه عصبي وأنه سبنا في بيت أبينا رحمه الله أكثر من مرة في البداية كنا نصبر ثم نفد صبرنا فطردناه من بيت أبي ومجرد أي كلمة نقولها عنه تستثير غضبها بشكل مريع حتى لو بدأ هو بمواقف لا تليق كل هذا ولم تلد بعد كيف أرضي الله؟ ما هي واجباتي؟ هل جميع الواجبات المنزليه والاستذكار لإخوتي فرض علي؟ وإذا أمرتني بذلك أهو فرض علي أن أقوم به؟ إذا تصرف زوج أمي بشكل سيء أو سبنا أو أهاننا هل ردي عليه حرام؟ مع العلم أن هذا يثير غضب أمي جدا وتدعو علي وعلى إخوتي وتقول إهانتنا له تعد إهانة لها.أفيدوني أفادكم الله تعالى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى عليك ما للوالدين من منزلة عظيمة، فقد رفع الشرع من شأنهما وأمر ببرهما والإحسان إليهما، وخاصة الأم، قال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير {لقمان: 14}.

فمهما أمكن الأولاد كسب رضا أمهم بما ليس فيه معصية فليفعلوا، ففي ذلك خير الدنيا والآخرة، روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.

فالواجب عليكم بر أمكم والإحسان إليها، ولا تجوز الإساءة إلى الأم وإن أساءت إلى ولدها، والواجب الحذر مما قد يؤدي إلى سخطها وبخصوص ما حدث منكم مع زوج أمكم، فرد السيئة بمثلها وإن كان جائزا شرعا إلا أن العفو والصفح أولى، قال تعالى: ولئن صبرتم لهو خير للصابرين {النحل: 126}.

وخاصة إذا كان من صدرت منه الإساءة هو زوج الأم، وكان في الرد عليه سخط الأم، فهذا مما يستبين به كون الصبر والعفو أولى.

ولا يلزمكم شرعا السماح لزوج أمكم بالسكن معكم في البيت، ولكن الأولى أن تحاولوا إقناع أمكم بابتعاد هذا الرجل عنكم دفعا لأسباب الخصام، بدلا من طرده من البيت واستفزاز مشاعر أمكم بذلك، ولا بأس بأن تشفعوا بأهل الخير والعقلاء من الناس في تحقيق الإصلاح لأن في الوفاق خيرا.

وأما الخدمة في البيت، فالواجب عليك خدمة أمك فيما تحتاج إلى خدمتك فيه بما ليس فيه ضرر عليك أو مشقة لا تحتمل، فقد ذكر العلماء أن من حقوق الوالدين على الولد أن يخدمهما إذا احتاجا إلى الخدمة، ويمكنك القيام بما تستطيعين القيام به من خدمة في البيت، ولاسيما إن كان في ذلك رضا أمك.

وننبه إلى أن حق الأم في الحضانة يسقط بزواجها من رجل آخر، فإن كان من أولادها من هو في سن الحضانة فقد سقط حقها في حضانتهم بزواجها، وتراجع الفتوى رقم: 9105 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة