صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه دعا على عتيبة بن عبد العزى، فقال: "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك"، فخرج عتيبة في تجر من قريش حتى نزلوا بمكان من الشأم يقال له: الزرقاء ليلا، فعدا عليه الأسد من بين القوم، فأخذ برأسه، فضغمه ضغمة فدغه.

[ ص: 355 ]

يرويه أحمد بن المقدام العجلي، عن زهير بن العلاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.

الضغم: شدة العض على الشيء، والتناول له بالأسنان، وبه سمي الأسد ضيغما، قال رؤبة يصف بعيرا:


أشدق يفتر افترار الأفوه عن عصلات الضيغمي الأجبه



العصلات: الأسنان العوج.

والضيغمي: الشديد العض، ويحكى أن كثيرا دخل على عبد الملك بن مروان وعنده الأخطل، فأنشده، فالتفت عبد الملك إلى الأخطل، فقال: كيف ترى؟ فقال: حجازي مجوع مقرور، دعني أضغمه يا أمير المؤمنين، فقال كثير: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذا الأخطل، فقال له: فهلا ضغمت الذي يقول:


لا تطلبن خؤولة في تغلب     فالزنج أكرم منهم أخوالا



فسكت الأخطل وما أجابه بحرف.

وقوله: فدغه أي: شدخه. والفدغ: الشدخ.

التالي السابق


الخدمات العلمية