1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة الأنفال
  4. تفسير قوله تعالى ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون
صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين

إذا لقيتم فئة : إذا حاربتم جماعة من الكفار ، وترك أن يصفها لأن المؤمنين ما كانوا يلقون إلا الكفار ، واللقاء اسم للقتال غالب ، "فاثبتوا" : لقتالهم ولا تفروا واذكروا الله كثيرا : في مواطن الحرب مستظهرين بذكره ، مستنصرين به ، داعين له على عدوكم : اللهم اخذلهم ، اللهم اقطع دابرهم لعلكم تفلحون : لعلكم تظفرون بمرادكم من النصرة والمثوبة ، وفيه إشعار بأن على العبد أن لا يفتر عن ذكر ربه أشغل ما يكون قلبا وأكثر ما يكون هما ، وأن تكون نفسه مجتمعة لذلك ، وإن كانت متوزعة عن غيره ، وناهيك بما [ ص: 588 ] في خطب أمير المؤمنين - عليه السلام - في أيام صفين وفي مشاهده مع البغاة والخوارج - من البلاغة ، والبيان ، ولطائف المعاني ، وبليغات المواعظ ، والنصائح - دليلا على أنهم كانوا لا يشغلهم عن ذكر الله شاغل ، وإن تفاقم الأمر ولا تنازعوا : قرئ بتشديد النون ، "فتفشلوا" : منصوب بإضمار "أن" ; أو مجزوم لدخوله في حكم النهي ، وتدل على التقديرين قراءة من قرأ وتذهب ريحكم : بالتاء والنصب ، وقراءة من قرأ : ويذهب ريحكم ، بالياء والجزم ، والريح : الدولة ، شبهت في نفوذ أمرها وتمشيه بالريح وهبوبها ، فقيل : هبت رياح فلان ، إذا دالت له الدولة ونفذ أمره ; ومنه قوله [من البسيط] :


يا صاحبي ألا حي بالوادي إلا عبيد قعود بين أذواد     أتنظران قليلا ريث غفلتهم
أم تعدوان فإن الريح للعادي؟



وقيل : لم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله - تعالى- . وفي الحديث : "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور" .

التالي السابق


الخدمات العلمية