دمشق ـ على مدى الشهرين الماضيين ثار جدل بين المثقفين السوريين حول مفهوم المجتمع المدني وعلاقته بالدولة على الصفحات الأسبوعية لصحيفتي الثورة وتشرين الحكوميتين، إثر تزايد التغيرات السياسية التي تدخل فيها البلاد، يعكس هذا الجدل الساخن ـ والذي لا يزال جارياً ـ تنازع تياريّن فكريين، الأول: يرى ضرورة إحياء المنظمات الأهلية وبعث حركتها بما يتسلزم ذلك من تشريعات وحريّات وتغييرات تصبّ في النهاية في صالح تجديد الدولة وتنمية البلاد، فيما يرى الثاني (ومعظمه من اليساريين القدماء) أن تنظيم الدولة وتطويرها يأتي أولاً، وهو ما يعني «تأجيل» الحديث عن المنظمات الأهلية ودورها في التنمية باعتبارها وليدة الدولة.
وينظر إلى هذا الجدل على أنه معبّر عن اتجاهات داخل الدولة نفسها، الذي من المتوقع أن يستمر بانتظار «قانون الأحزاب» المرتقب ولكن في وقت ليس قريبا