الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتـلو عليهم آياته

يتـلو عليهم آياته

أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة حين أنزل قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً)[المائدة:3].. لكن اكتمال الدين لم يتم بين عشية وضحاها، وإنما اكتمل الدين بعد أن ظل القرآن ينهمر بخيراته وبركاته نحو ربع قرن من الزمان.. ربع قرن والنبي صلى الله عليه وسلم يصنع الأمة التي تنهض برسالتها وتؤدي الحقيقة الكاملة التي زاغت عنها أمم {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النحل:63].

لقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أمة من الناس هي في عين الدهر عجيبة من عجائبه، وفي تاريخ البشر فلتة من فلتاته، اتباع كامل ورضوخ عجيب واستجابة كاملة في شؤون الدين، وإبداع مبهر في أمور الدنيا، سلامة عقيدة مع صفاء قلوب، طهارة نفوس أضاءت مشارق الأرض ومغاربها، بحضارة ذات طابع فريد، حملت إلى الناس فكرًا حرًا، وخلقًا قويمًا وصراطًا مستقيمًا.

ولكننا نعود ونستدرك مرة أخرى كيف تم هذا الدين وبلغ ما بلغ؟ وما هي العناصر التي بنى عليها هذا الجيل الفريد لنسير عليها، علَّنا أن نؤدي ما علينا. إذ لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وما لم يكن يومئذ دينًا فليس اليوم دينًا.

ما هي عناصر قيام الأمة؟

لقد كان من أهم عناصر بناء الأمة وقيامها ثلاثة عناصر ذكرها الله في كتابه أربع مرات.. بدايتها دعوة الخليل وولده إسماعيل بعدما أتما بناء الكعبة فقالا: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[البقرة:129].

فاستجاب الله لهما، ومَـنَّ على الأمة ببعثه ورسالته: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[آل عمران:164].

وحمد الله نفسه على هذه المنة والنعمة فقال: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[الجمعة:2].

ثم طالب المسلمين بأداء حق النعمة عليهم، والقيام بواجب الشكر عليها: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}[البقرة:151].

فهي ثلاثة عناصر بالتمام:

أولها: تلاوة الآيات:

وليست التلاوة أن يأتي قراء حسنو الصوت لكي يقرءوا الآيات منغومة يستمع الناس إليها في المناسبات فيطربوا لموسيقاها ثم ينصرفون.. لا.. إن التلاوة معناها "كما يقول الغزالي": رسم منهج، وبيان طريق، وإعطاء صورة كاملة لملامح الإسلام في عقائده وعباداته وأخلاقه وأعماله؛ فمن لم يتعلم عقائد الإسلام ولم يعرف منهجه وعريض قواعده وأصول منهجه كأنه لم يُتلَى عليه آياته.

وإنما تفلح الأمة عندما تكون على بصيرة من هذا الدين. انظر إلى سلف الأمة كيف كان الأمر واضحًا عندهم وقد جلاه جعفر بن أبي طالب للنجاشي تجلية لا لبس فيها: "أيها الملك.. كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف.. فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله وحده لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات. وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئًا، وبالصلاة والزكاة والصيام".

وبهذا الوضوح كان فهم الصحابة.. وبمثله أجاب ربعي بن عامر على رستم قائد الفرس في القادسية حين سأله ما الذي جاء بكم؟ قال: "الله جاء بنا، وهو بعثنا لنخرج من يشاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه، فمن قَبِلَه قَبِلْنا منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه دوننا، ومن أبى قاتلناه حتى نفضي إلى الجنة أو الظفر".

وربما يظن ظان أن هذا كان فكر القادة والسادة!!، لا بل كان فكر أمة وفهم دولة وعلم عموم الناس.. فقد ذكر ابن الأثير في تاريخه عند ذكر فتح فارس: "بينما كان رستم وجابان يستعدان للقاء سعد في القادسية لقي رجلاً من العرب.. فسأله ما جاء بكم؟ وماذا تطلبون؟

قال: نطلب موعود الله بملك أرضكم وأبنائكم إن أبيتم أن تسلموا.

قال رستم: فإن قتلتم قبل ذلك؟ قال: من قتل منا يدخل الجنة، ومن بقي منا أنجزه الله ما وعده.. فنحن على يقين.

قال رستم: قد وضعنا إذاً في أيديكم.

فقال: أعمالكم وضعتكم فأسلمكم الله بها، فلا يغرنك من ترى حولك، فإنك لست تجادل الإنس وإنما تجادل القضاء والقدر".

وهذا عمر يوصي سعد بن مالك بعد أن أمَّره على جيش العراق: "لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ، ولكنه يمحو السيئ بالحسن، وليس بين الله وبين أحد نسب إلا طاعته، فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء، الله ربهم وهم عباده، يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة، فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزمه فالزمه" وأوصاه بالصبر.

اختلاف الأمة

لقد عاش الصحابة والمسلمون الأول على منهج الحق عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، وظل الأمر واحدا حتى بدأ ظهور الفرق الضالة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخبر أن أمته ستفترق كما افترقت الأمم قبلها؛ ففي الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن عوف بن مالك الأشجعي: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعين في النار وواحدة في الجنة، والذي نفسي بيده لتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار". قيل يا رسول الله من هم؟ قال: "الجماعة".

فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستفترق إلى فرق شتى، وهذا واضح منذ ظهرت الخوارج، وبدأت الفتن، ولم تنته حتى زماننا هذا بل كلما مر الزمن ازداد الأمر فُرقَة واختلافا، وأنت اليوم ترى تعدد الأهواء واختلاف المشارب وتنوع الدعوات والانتماءات واختلاف المناهج.

فبين علماني يدعو لفصل الدين عن الدولة والشريعة عن السياسة، فالدين أمر خاص في قلوب أصحابه، ولا أثر له في واقع الناس، وإنما في المساجد ودور العبادة.

وبين منهج عقلاني يقدم العقل على النقل ويجعل العقل أصل التشريع وليس الشرع؛ فما وافق العقل هو الصواب والحق، وما لم تقبله عقولهم فمردود أو متأول.

وبين منهج باطني يظهر الإسلام ويبطن الكفر البواح كما عند الإسماعيلية والروز ...

ومنهج صوفي يقدس الأولياء حتى يبلغ بهم مقام الربوبية والألوهية، ويطوف بالمشاهد والقبور، ويسأل أهلها قضاء الحاجات وتفريج الكربات.

ومنهج تكفيري يكفر الخلق بالذنوب، ويكفر المجتمع إلا من كان من أتباعه.

ومنهج تبريري يريد أن يفصّل الإسلام على حسب أهواء العباد وليس العكس.

مناهج شتى، وأفكار لا نهاية لها، فأي منهج يسلكه العبد من وسط هذه المناهج، وأي فكر يتبناه من بين هذه الأفكار؟!

النبي يصف سبيل النجاة

إن من فضل الله علينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك الناس هملاً، ولم يترك الأمة تتخبط في عمىً، وإنما وصف لنا الطريق وبين لنا المنهاج والسبيل المنجي. فالفرقة الناجية هي صاحبة المنهج الحق وقد جلاّها بقوله: "هم الجماعة"، وفي رواية: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".

فالمنهج الحق هو منهج الفرقة الناجية التي وصفها أيضًا النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتى يأتي أمر الله"[رواه الترمذي].

هذه الطائفة هي الفرقة الناجية، وهي الجماعة، وهم أهل السنة والجماعة، وهم أصحاب الحديث.

خلاصة منهج أهل السنة اتباع الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة رضوان الله عليهم. والمقصود بسلف الأمة السابقون الأولون أصحاب القرون الخيرية، والأئمة المتبعون المهديون ومن شُهد له بالفضل ممن بعدهم وعلى رأسهم قطعًا أصحاب النبي رضوان الله عليهم أجمعين، أبر هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، ثم التابعون لهم بإحسان من الخلف الطيبين والعلماء الصالحين.

وإنما قلنا فهم سلف الأمة؛ لأن كل الناس يدعي أنه يأخذ عقيدته من الكتاب والسنة، ولكن تجد منهم بعد ذلك من يرد أحاديث الآحاد في الاعتقاد، ومنهم من يتأول أحاديث الصفات؛ فهم بين مشبه لله بخلقه، وبين معطل لله عن صفته.. ومنهم من يخالف أصول الكتاب والسنة وقواعدهما لهوى نفس أو خدمة جماعة أو رضى كبير أو غير ذلك. فحادوا عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فحادوا عن النجاة بقدر حيادهم عن هذا السبيل.

لماذا منهج الصحابة

وإنما كان التقييد بفهم الصحابة لازما لمن بعدهم لأن الصحابة رضي الله عنهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم تربوا، ومنه أخذوا، وعنه فهموا، ودانوا لله بما علمهم إياه، فكانوا أعلم بمراد الله ومراد رسوله؛ كيف لا والوحي ينزل أمام أعينهم والرسول يعيش بين أظهرهم، فإذا أشكل عليهم شيء هرعوا إليه فبيَّن لهم وأوضح. فكان كلامهم بعد الكتاب والسنة هو الفصل، وفهمهم على من بعدهم هو الحكم، وقد شهد الله لهم بالفضل حين تاب عليهم ورضي عنهم وأدخلهم الجنة وهم مازالوا يمشون على وجه الأرض فقال سبحانه: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}[الفتح:18]، {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة:100]، {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة:117].

وقد أمر الله كل من جاء بعدهم باتباع طريقهم وسلوك سبيلهم، والاهتداء بهديهم، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة:100].

وبعد أن وصف المهاجرين بالصدق والأنصار بالفلاح وأثنى على الفريقين قال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)

وقال أيضا: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)

وقد قال الخليفة الخامس الراشد عمر بن عبد العزيز في هذه الآية: "سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سنناً الأخذ بها اعتصام بكتاب الله وقوة على دين الله، وليس لأحد تبديلها ولا تغييرها ولا النظر في أمر خالفها. من اهتدى بها فهو المهتدي ومن استنصر بها فهو المنصور، ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً".

فأهل المنهج الحق يسيرون على سير الصحابة ونهجهم ويضبطون أمورهم على فهمهم، لأنهم كانوا خير الناس؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "من كان مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا أفضل هذه الأمة؛ وأبرها قلوباً، وأعمقها علما، وأقلها تكلفاً، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم".

نسأل الله أن يهدينا لمنهج أهل الحق، ويسددنا للسير فيه فلا نزيغ ولا نضل.. (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8).

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة