الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المستجيبون للدعوة من غير أهل مكة

المستجيبون للدعوة من غير أهل مكة

المستجيبون للدعوة  من غير أهل مكة

بدأت دعوة الإسلام المباركة - التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم - في مكة ، ثم أخذت تنتشر خارجها ، وأخذ عدد الذين دخل الإسلام قلوبهم من غير أهل مكة يزداد يوماً بعد آخر ، وكان من أوائل من استجاب لهذه الدعوة المباركة من خارج مكة :

1- سويد بن الصامت
وكان من أهل يثرب ، ومن شعرائها البارزين ، صاحب شرف ونسب ، جاء إلى مكة حاجّاً أو معتمراً ، فالتقى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعرض عليه الإسلام فأسلم ، وكان إسلامه في أوائل السنة الحادية عشرة من البعثة .

2- إياس بن معاذ
وقد جاء مع وفد الأوس لمحالفة قريش على الخزرج ، وكان غلاماً حدثاً ، وعندما التقى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دعاهم إلى الإسلام ، فوجدت كلماته طريقها إلى قلب إياس ، الذي مات بيثرب وهو يوحد الله عز وجل ، وكان ذلك أوائل سنة 11 من البعثة .

3- أبو ذر الغفاري
كان من سكان نواحي يثرب ، ولما سمع بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أرسل أخاه ينظر الخبر ، ثم رحل بنفسه إلى مكة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب منه عرض الإسلام عليه ، فأسلم ، وأشار عليه النبي بكتم إسلامه ، لكنه فضّل الجهر به وإعلانه على الملأ من قريش ، ولقي بسبب ذلك إيذاءً في قومه ، كما جاء في صحيح البخاري .

4- الطُفيل بن عمرو الدَّوسي
سيد قبيلة دوس ، كان شريفاً في قومه ، وشاعراً لبيباً أريباً، قدم مكة في سنة 11 من البعثة ، فاستقبله أهل مكة وحذروه من محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته ، حتى عزم على عدم كلامه ، ولا سماعه ، إلا أنه سرعان ما تراجع ، وأتى النبي وطلب منه عرض الإسلام عليه ، فأسلم ، وعاد إلى قومه داعياً إلى الله ، وما زال بهم حتى جاء بسبعين أو ثمانين بيتاً كلهم قد دخل الإسلام قلبه ، وقد استشهد يوم اليمامة رحمه الله ورضي عنه .

5- ضِماد الأزدي
من أزد شنوءة باليمن ، قدم مكة ، وسمع ما كانت قريش تصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه شاعر أو مجنون ، وكان يُرقي المرضى والمصابين ، فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرض عليه أن يرقيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد ) رواه مسلم .

وكان لتلك الكلمات وقْعٌ في نفسه ، فطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيدها عليه ثانية ، ثم قال: " لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء ، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ...هات يدك أبايعك على الإسلام ".

وكان من الذين وجد الإسلام طريقاً إلى قلوبهم غير ما تقدم ، نفرٌ لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في موسم الحج سنة 11من البعثة ، وكانوا من شباب الخزرج بالمدينة ، فدعاهم إلى الإسلام ، فاستجابوا له ، وكانوا ستة نفر، هم: أسعد بن زرارة ، و عوف بن الحارث ، و رافع بن مالك بن العجلان ، و قطبة بن عامر ، و عقبة بن عامر ، و جابر بن عبدالله .

وقد رجع هؤلاء إلى المدينة بالدعوة إلى الله ، حتى لم يبق بيت من بيوت الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وهكذا أخذ الإسلام - الدين الخاتم - يشق طريقه في ربوع المعمورة حتى عمَ جزيرة العرب زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم واصل الخلفاء الراشدون العمل على نشره خارج الجزيرة ، وكذلك فعل من جاء بعدهم ، حتى بلغ الإسلام أغلب بقاع الأرض ، وصدق الله إذ يقول : { والله متم نوره ولو كره الكافرون } .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة