السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أبحث كثيراً في الإنترنت عن اضطراب الرهاب الاجتماعي، وأشترك في المنتديات النفسية التي تناقش الاضطرابات النفسية، وهدفي هو جمع معلومات كافية عن هذا المرض، وأقرأ تجارب الآخرين مع هذا الاضطراب ومعايشتهم له وكيف استطاعوا التخلص منه، ولا زلت أكتوي بنار الرهاب منذ ثمان سنوات، وأعاني من هذا المرض ولم أستخدم أي دواء منذ أصابني لأنني على يقين بأن الأدوية لا تعالج المشكلة.
والأدوية تخفف الأعراض فقط، وإن كان هناك تحسن فقد يستمر شهراً أو شهرين ثم لا تلبث المشكلة أن تعود، وحل المشكلة يتركز في العلاج السلوكي المعرفي، وهذا من خلال ما سمعته من كثير من الأطباء النفسيين، وإن كنت أطبق العلاج السلوكي لكني لا زلت أعاني حتى الآن من الرهاب.
وأحاول تذكر لحظة التغير الذي حدث معي وقلب حياتي، فقد كنت إنساناً طبيعياً ولا أعاني من أي مشكلة باستثناء الوسواس القهري والاكتئاب المصاحب للرهاب لكن لم يكن يشكلا أي مشكلة لأنني استطعت التأقلم معهم، لكن مشكلتي في الرهاب الذي دمر حياتي وجعلني أترك دراستي ومنعني من العمل.
واللحظة التي لا زلت أذكرها هي أنني كعادتي كنت أذهب إلى الجامعة كل يوم، وفي أحد الأيام وأنا أقود السيارة انتابني شعور غريب بأنني مراقب وكأن الجميع ينظر إلي، وأصبحت لا أستطيع النظر في المرآة الأمامية أو الجانبية للسيارة، خصوصاً عندما أقف عند إشارة المرور، فأصبحت أرفعها أو أغير من اتجاهها أو أقوم بإنزال رأسي لكي لا يرى أحد وجهي، ومنذ تلك اللحظة بدأت أشعر أني تغيرت، وبدأت معي المشكلة.
ولا أستطيع أن أستغني عن الشماغ -العمامة- لكي لا يرى الناس وجهي، ولا أستطيع أن أذهب إلى أي مكان بدونها؛ لأنني بمجرد أن أرى الناس ينظرون إلي تبدأ الاعراض، وبعض الأطباء النفسيين يقول بأن هذا الاضطراب لا يعالج إلا بالأدوية لتصحيح الخلل الذي يحدث في مادة بالدماغ تسمى السيرتونين، وهذا سبب لي إحباطا شديداً لأنني أفكر أحياناً بأن الخلل عضوي فلماذا اُتعب نفسي وأقوم بتطبيق المهارات السلوكية؟
وهناك من يؤكد أن العلاج الرئيسي يتمحور حول العلاج السلوكي المعرفي، وهذا ما أميل إليه، فهل يمكن لي أن أعالج نفسي دون اللجوء للأدوية، وهل العلاج السلوكي يصحح الخلل في مادة السيرتونين بشرط المثابرة عليه، وأن يتم تطبيقه بالشكل المطلوب، وكذلك الرياضة بشرط أن تمارس في اليوم نصف ساعة؟
وشكراً.