الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع من أساؤوا بي الظن من أهل الحي؟

السؤال

عندي مشكلة مع أهل الحي، وهي أنه أسيء بي الظن في أمر أنا لم أقصده، وهو محرج للغاية، ولكنهم لم يواجهوني بالاتهام، وإنما يجرحونني، وهم يؤذونني من غير تصريح، وذلك منذ أشهر، فما العمل؟

أنا لا أريد أن أواجههم لأمور، منها أني صدمت فيهم، وخاصة أن منهم من كنت أظن أنه من بين أخص أصدقائي، مع أني كنت أعلم أن فيهم بعض الصفات الذميمة الخفية، من أهمها الكبر، ولكنني كنت أتغاضى عنها، لأنهم كانوا يرتادون المساجد، ويمتازون بحذاقة اللسان، وكما يقول المثل "في الشدائد تعرف الصديق من العدو".

أمر آخر: وهو أني أعتبره عقاباً من الله لي، والجزاء من جنس العمل، فقد أسأت الظن بأناس، وظلمتهم، وقد صارحت أحد أصحابي الذين هم أقرب منهم إلي، ولم أخبره عن أشخاص معينين، لاجتناب الغيبة، فقال لي إنك تتوهم، ولم يقتنع لعله يراني أتصرف بطريقة عادية مع الناس، ولا أبدي شيئاً، فهل أجعله واسطة خير بيني وبينهم؟ لأنني أحس أنهم لا يستحقون أن أبرئ نفسي أمامهم.

هذا وقد مر على هذا الأمر نحو شهرين ويزيد، وهم يتهمونني من غير بينة، وكأنهم يشمتون في، أو يحتقروني، وكأن عرضي لا قيمة له، بعد أن كان أغلب الناس يحترمونني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bassem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في موقعك استشارات إسلام ويب.
ونقول لك هون عليك، فالأمر أيسر مما تصورته، وكن على يقين بأن الشيطان يحاول جاهداً إدخال الحزن على قلب المؤمن بشتى الوسائل والسبل، فيلبس عليه ويوحي له بأن الناس يتحدثون فيما بينهم عنه، ويسبونه ويشتمونه إلى غير ذلك.

قد أحسنت حين صارحت بالأمر بعض المقربين إليك، وينبغي أن تحمل كلامه على الصدق، وأن ذلك مجرد وهم كنت تتوهمه، ولا يجوز لك أن تظن بالناس سوءًا دون ثبوت ذلك لديك ببينة وبرهان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث).

مما يقوي وجهة النظر هذه، وأن الأمر لا يعدو كونه ظنوناً لديك لا حقيقة لها، أن الناس لم يواجهوك بشيء مما ذكرت، وعادة الناس أنهم لا يتفقون جميعاً على إخفاء شيء حدث، فنصيحتنا أن تعرض عن هذه الخواطر والظنون، وتبادل الناس حسن الظن، وتمارس حياتك معهم بشكل طبيعي، وسيتبين لك إن فعلت هذا خلاف ما كنت تتوقع.

لكن إن تأكد لديك ما كنت تظن فإن العلاج للموقف يحتاج منك إلى أن تقف وقفة شجاعة تبين للناس براءتك مما يظنون فيك، وهذا خير لك ولهم، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما خشي أن يوسوس الشيطان شراً في قلب صاحبيه اللذين رأياه وهو مع زوجته في الطريق ليلاً فأسرعا في المشي فقال: ( على رسلكما إنها صفية).

بهذه الصراحة ستنقطع الألسن وينتهي القال والقيل، ولكننا نؤكد ثانية أهمية تغليب جانب حسن الظن بالناس حتى يثبت خلاف ذلك.

نؤكد عليك -أيها الأخ الحبيب- أهمية الحفاظ على المودة والأخوة بينك وبين أصحابك الذين وصفتهم بأنهم من رواد المساجد، وإن وجدت فيهم بعض العيوب فينبغي أن تتغاضى عنها وتسامحهم فيها، ولو بحثت عن إخوة من غير عيوب فإنك ستعيش وحيداً، وكن منصفاً من نفسك، وتذكر عيوبك وناصح إخوانك بما فيهم بأدب ومودة، واحرص على الإصلاح، وسترى بذلك خيراً كثيراً.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً