الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالإحباط والرغبة في اعتزال المجتمع وكيفية التخلص من ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كنت في دراستي متفوقاً جداً من أول ابتدائي إلى ثالث ثانوي، ولكن عندما دخلت الجامعة تغيرت حيث أصبحت لا أهتم كثيراً بدراستي فضيعت في دراستي ثمان سنوات، وتخرجت من كلية الهندسة بتقدير مقبول، حيث لم أكن عند حسن ظن الناس بي من أصدقائي وجيراني فتحطمت نفسياً، وأصبت باكتئاب، وبدأت أخاف من كلام الناس: كيف لم تحقق نجاحاً في دراستك؟ وكيف لم تشتغل في شركة كبيرة تعطي مرتبات عالية؟

وبدأت أشك في أن الناس كأنهم يستهزئون مني، وأخاف مقابلتهم، وأصبحت عصبي المزاج، أريد حلاً، أرجوكم، مع العلم أن إخوتي عددهم أربعة عشر ودائماً أقول لوالدي لماذا يا أبي أنجبت الكثير من الصغار ونحن نعيش في مجتمع كله ماديات، وهذا أظنه مرضاً نفسياً، ونحن الإخوة الأولاد لا نكلم بعضنا البعض إلا قليلاً، أرجوكم أريد حلاً، كيف نصبح إخوة متعاونين؟ وهل هذا سحر؟ وكأن الناس يراقبوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

أخي علي: قد يتعرض كل منا أثناء حياته اليومية إلى التغيير في مزاجه وانفعالاته، ومن هذا التغيير الشعور بالحزن والاكتئاب وخيبة الأمل أو الإحباط، ولكن ذلك لا يدوم عادةً أكثر من وقت قصير حتى تتغير الظروف ويتحسن المزاج.

واعلم أنك لست وحدك عندما تشعر بأعراض الضيق والحزن دائماً.

إن الحزن شيءٌ فطري ينتاب الإنسان عندما تقابله متاعب الحياة، ولا يستثنى أحد من ذلك، والمؤمن دائماً يبتلى حتى يختبر في إيمانه.

وإن أهم غاية للإيمان بالله عز وجل ومحبته هي إيقاظ الضمير الحي، والحصول على السعادة النفسية والتخلص من الأسقام والشرور، ولن يتخلص الإنسان من الهم الضاغط والقلق والحزن العميق والكبت إلا إذا قوى علاقته بالله تعالى ورضي بالقضاء والقدر، وعلم أن كل شيء تحت تسيير الله تعالى.

ويمكنك يا أخي علي أن تتجاوز مشكلتك باتباع الخطوات التالية:

1- قو إيمانك وثقتك بالله عز وجل.

2- لا تحزن على ما فاتك ولا تفرح بما آتاك.

3- حاول أن تطمئن وتحس بالراحة مع قضاء الله وقدره.

4- أشغل نفسك بالطاعة والعبادة والتضرع إلى الله تعالى.

5- حاول أن يكون تفكيرك إيجابي، وابتعد عن التفكير السلبي الذي يوقعك في الانهزامية والهوى والشيطان.

6- قو صلتك مع أهلك وإخوانك.

7- اترك باب الأمل مفتوحاً، وأبعد عنك القنوط من رحمة الله، وتذكر دائماً قول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

وهذا الأمر ليس بسحر وإنما يحتاج إلى تجديد حياتك، وحاول أن تغير من تفكير أسرتك نحو الإيجابية، والابتعاد عن السلبية في التفكير، ولا تسمع لكلام الناس، وامضِ في طريقك ما دمت ترضي الله تعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب فدوى

    شكراً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً