الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معارضة الأهل من الزواج بفتاة مطلقة

السؤال

أنا شابٌ في السنة النهائية في كلية الهندسة، وقد أحببت فتاةً والحمد لله لبست الخمار وأصبحت ملتزمة، ولكن قد سبق لها الزواج وطلقت بعد الدخول بها لظروف زوجها الصحية، لكنها ما زالت عذراء، وقد عزمت على الزواج منها ولكن أهل بيتي يرفضون هذا الزواج؛ بحجة: أنها كانت متبرجة قبل ذلك، ومطلقة، هل أخالف أهل بيتي من أمي وأبي وأتزوجها، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ عمرو جمعة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك باراً بأهلك واصلاً لرحمك، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة الطيبة المباركة .
وبخصوص ما ورد برسالتك فكون الأخت كانت متبرجة ثم التزمت برغبتها وليس طمعاً في شيء من عرض الدنيا، فهذه فتاةٌ تائبة عائدة إلى الله تستحق أن يقف الجميع معها وأن يشجعوها على مواصلة التزامها وطاعتها لربها، فلعلها أن تكون أفضل منا جميعاً عند الله جل جلاله.
كونها مطلقة أيضاً ليس عيباً، خاصة وأنها ما زالت عذراء، المهم أن تكون صاحبة دين وخلق لقوله تعالى: ((وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ))[البقرة:221]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
فإذا كانت من أصل طيب وأسرة محترمة وعلى قدر طيب من الديانة والخلق. فنعم الزوجة هي، وما عليك إلا أن تواصل إقناع أهلك بها كزوجة، وتشرح لهم وجهة نظرك وسبب تمسكك بها، وما فيها من صفات حسنة وأخلاق فاضلة إلى غير ذلك مما تعرفه عنها من صفات مشجعة، وأرجو ألا تقدم على الارتباط بدون موافقة أهلك؛ إذا إن بر الوالدين وصلة الرحم مهمان، لا سيما أن المشروع ما زال تحت الدراسة .
فأنصحك أخي المهندس بالتريث وعدم العجلة، ومحاولة إقناع أهلك، فإن وافقوا فتوكل على الله مشمولاً بعنايته ورعايته، وإن لم يوافقوا فأنصح بعدم مخالفتهم، والنساء غيرها كثير، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فعليك بالدعاء والإلحاح على الله، والأخذ بالأسباب، واعلم أن ما قدره الله فهو كائنٌ لا محالة، مع تمنياتنا لكم جميعاً بالتوفيق والسداد، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً