الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إخبار الأطفال بوفاة والديهم

السؤال

حدثت حادثة مرورية مؤلمة منذ شهر لأسرة مكونة من أب وأم وخمسة من الأبناء وكان ناتج هذه الحادثة وفاة الأبوين واثنين من الأبناء وبقي ثلاثة أطفال أكبرهم (14) سنة مازال في العناية المركزة والحمد لله على كل حال، والثاني (11) سنة وهو بصحة جيدة، والثالث (5) سنوات وعنده بعض الإصابات ولكنه والحمد لله بصحة جيدة.

وسؤالي الآن هو كيف أفاتحهم بوفاة أهلهم وما هي الطريقة الصحيحة بحيث لا تؤثر على نفسياتهم، خاصة أني مخفي الأمر عليهم حتى يكملوا الدراسة لهذه السنة والتي لم يبق منها سوى شهرين، أرجو المساعدة العاجلة لأني أجد صعوبة في كيفية مفاتحتهم بالموضوع حتى لا تتأثر نفسياتهم.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي أبو أنس! في حقيقة الأمر الحادثة مؤلمة، ولكن هذا قدر الله ومشيئته، والفاجعة على نفوس الأطفال ستكون أشد، واعلم أخي أن الإنسان بطبعه يحاول أن يبتعد عما يؤلمه ويحزنه ويهدد حياته بالأذى والمخاطر، لذا نراه يدافع عن نفسه لحمايتها وحفظها من كل سوء أو مكروه، فما بالك بالطفل رهيف الإحساس فبكلمة بسيطة توجه إليه كفيلة بجرح مشاعره.

ولكن ما دام الأولاد تحت رعايتك وأنت الذي تتكفل بهم بعد الله تعالى، فأول خطوة يجب أن تقوم بها هي :

اجعلهم يحبوك ويتقربوا منك أكثر ويثقوا في كلامك، فهذا سيكون له وقع وأثر على النفس، وحاول أن تعزز ذلك ببعض الهدايا التي تناسب مقامهم، فالهدية تزيد الحب والمودة وتقوي رابطة الأخوة، إذا رأيتهم أحبوك واطمأنوا إليك حاول أن تقص عليهم قصص من حياة الصحابة والسلف الصالح أو حتى من الواقع تكون مشابهة لحادثة أبويهما حتى يكون خبر الفاجعة على قلبيهما وعلى نفسيتهما خفيف، ويتقبلوه بصبر واحتساب، وحاول أن تبين لهم أن هذا قدر الله تعالى ولا أحد يفر من قدر الله تعالى، وطمئنهم أنه سيكون هناك لقاء مع أبويهما في الجنة إن شاء الله تعالى وأن الدنيا دار ممر والآخرة هي دار القرار، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً