الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفكار الاضطهادية والحساسية في التعامل .. التشخيص والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
أخي العزيز الدكتور محمد، أولاً أتأسف كثير الأسف لكثرة أسئلتي! ولكني لم أجد أصدق منكم في الإجابة على أسئلتي! وحاجتي الماسة لكم!

أخي العزيز، أنا أعاني من شيء لا يعلم به سوى الله، فأنا ـ وكما ذكرت لك ـ أعاني من قلق، واكتئاب، وأعراض فصام، استخدمت العلاجات التي وصفها لي الطبيب بدقة، ولم أفرط فيها يوماً، ومن هذه الأدوية رسبردال وفافرين وبوسبار واكسانكس، وتحسنت حالتي في بادئ الأمر، وذهبت الأعراض بنسبة كبيرة.

ولكن مع أنني مواصل على العلاج، وما كلفني العلاج من مبالغ مالية، فإنني مواصل عليه، فقد رجعت إلي الأعراض، حيث إني أحب العزلة، ومتوتر، وأشك في بعض الأشياء، فإذا جلست مع أناس أحس بأنهم يتمسخرون بي، ويضحكون علي؛ مما يربكني، ويدعني لا أركز في شيء، حتى بعض الأحيان أفهمهم غلطاً، وأحس أنهم ينقدونني! مع ذلك أدافع عن نفسي بحجة أنهم يغلطون علي، ولكن هم لا يعلمون أن لدي مرضا.

أنا في حال تعيس جداً! حتى إنني أفكر في الموت؛ لأتخلص من هذه الحياة المزعجة! ولكن خوفي من الله يردعني! فهل أنا أعاني من فصام؟ وإذا كان هناك علاج أكثر فعالية، فهل تنصحني به؟ واذكره لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

جزاك الله خيراً على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وشخصي الضعيف، وأسأل الله أن يتقبل طاعتكم.

بدايةً -أيها الأخ العزيز- أرجو أن تتأكد أنك بخير وفي نعمة إن شاء الله، وأنا أقول لك وبكل صدق وأمانة: لا أرى أنك تعاني من مرض الفصام بسماته وصفاته العلمية المعروفة، وما ذكرته في عدم ثقة في نوايا الآخرين حيالك يأتي تحت ما يشبه الأفكار الاضطهادية، وليس الضلالات الاضطهادية التي نراها في مرض الفصام، والأفكار الاضطهادية تكون في كثيرٍ من الحالات مرتبطة بحساسية في الشخصية، أو عسرٍ في المزاج وقلق، والشيء الذي يجعلني أكثر طمأنينة هو أنك كامل الوعي، ومرتبط بالواقع تماماً، وهذا لا نراه في مرض الفصام، وفي مثل حالتك أنصحك بتناول حبوب (رزبريدال) بجرعةٍ لا تزيد عن 2 ملجم في اليوم، ولا شك أنه توجد أدوية أخرى كثيرة، مثل (زيراكسا) لكنه باهظ الثمن، ويؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن.

من الأدوية الفعالة أيضاً وقليلة التكلفة الدواء الذي يعرف باسم (استلازين)، ولكنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية التي تتطلب استعمال دواء آخر مثل (آرتين) حتى يبطل هذه الآثار الجانبية.

أود يا أخي في هذه المرحلة أن توقف كل العلاجات الآن، وتبدأ بتناول الوصفة الآتية:

1- علاج (إيفكسور) وهو مضاد ممتاز للاكتئاب والقلق، وتبدأ بجرعة 75 ملجم يومياً لمدة شهر، ثم ترفعها إلى 150 ملجم يومياً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 75 ملجم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر أيضاً.

2- حبوب (استلازين) 5 ملجم يومياً لمدة ستة أشهر ومعها حبوب (آرتين) 2 ملجم لمدة ستة أشهر أيضاً.

اعلم أخي أن من رحمة الله علينا أنه جعلنا في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه من أكبر نعم الله، ومن هنا أثق تماماً أنك تعرف قيمة الحياة، وأن الله هو المعطي والآخذ، ومهما أحسسنا بعدم الراحة فيجب أن لا نفضل الموت على الحياة، وأنا أثق تماماً أن لديك أشياء جميلة في حياتك حتى تعيش من أجلها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً