الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضوا الخاطب لأن والده متزوج من أربع!

السؤال

تعرفت على شاب عن طريق موقع إسلامي لمدة سنة وتقدم لخطبتي مع أهله ولكن أهلي رفضوا الموضوع ولم يروه مناسباً ولكن الشاب ما زال مصراً ويريد أن يتقدم لخطبتي الصيف القادم.. ماذا تنصحوني أن أفعل؟ الشاب ملتزم وصادق في طلبه وشخصياً لاقى الإعجاب من أهلي ولكن الوضع الاجتماعي لأهله غير مناسب، فوالده متزوج من أربع مع أن وضعهم المادي ممتاز جداً.

ماذا أفعل، هل أنهي الموضوع معه أم أنتظر للسنة القادمة مع أني أرى أن أهلي سيرفضون الموضوع بنسبة 50% والشاب أخبرني أنه سيحاول إقناع أهلي؟ ماذا ترون في موضوعي جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / همس الأحمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بدايةً يسرنا أن نرحب بك عبر موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في أي وقت، وفي أي موضوع، سائلين الله تعالى أن يوفقك لما فيه رضاه وأن يرزقك زوجاً صالحاً.

الأخت الفاضلة/ همس! ننصح بدايةً بالتوقف عن الاتصال، ولو على الأقل هذه الفترة حتى فصل الصيف؛ لأن هذه الاتصالات حولها كلام شرعي، خاصةً إذا تعدت مجرد الكلام المفيد المنضبط بضوابط الشرع، لذا أقول: توقفي على الاتصال به ولو بصفة مؤقتة، ولا مانع من الاتفاق معه على ذلك، وتفرغي لدارستك حتى تنهي هذه السنة على خير، ثم يحاول هو أن يتقدم لأهلك خلال الصيف كما وعدك، لعل وعسى أن يوافق عليه أهلك، خاصة وأن ما ذكرتيه من كون والده متزوج بأربع نسوة لا علاقة له بالموضوع إطلاقاً، فالشاب ما دام ملتزماً وصاحب خلق ودين، لماذا نرفضه بهذه الحجة الواهية، وقد قال الحق جل وعلا:(( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )) [الأنعام:164].

فلماذا نحاسب الناس على تصرفات غيرهم؟ خاصةً وهي في نفس الوقت مشروعة، وما العيب في تصرف والده ما دام قادراً على ذلك، وعليك أن تصلي صلاة الاستخارة، وأن تكثري من الدعاء أن يجعله الله من نصيبك ما دام صالحاً ملتزماً، وعليه هو كذلك أن يصلي صلاة الاستخارة، وأن يكثر من الدعاء؛ لأن (الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل)، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وتوقفي عن الاتصال به خلال هذه الفترة حتى تقللي من المحاذير الشرعية، وتوبي إلى الله، وأكثري من الاستغفار عما سلف من هذه الاتصالات، واعلمي أن (من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجاً، ومن كل همِ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً