الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام اليقظة حال العزلة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعبت كثيراً وأنا أبحث عن شبكة تضم مثل هذه الاستشارات، وأنا بحاجة ملحة لها ولكم. سأخبركم بمشكلتي، وأرجوكم أن تخبروني ما الحل؟ فأنا في حيرة من أمري!

قبل 6 سنوات بدأت لدي هلوسات كثيرة: كنت أدخل حجرتي وأتخيل أناساً أعرفهم ولا أعرفهم، وأقوم بالكلام وتخيل المواقف والأحداث بتفاصيلها! وأتحرك كما لو أني في المكان نفسه! واستمرت هذه الحالة واشتدت كثيراً بعد سنتين، وأصبحت لا أغادر حجرتي وإنما فقط للأكل! ولكن بعد سنة خفت كثيراً هذه الحالة، ولكن الآن رجعت وأصبحت أيضاً لا أستطيع مغادرة حجرتي وأقوم بنفس هذه التخيلات! إنني أعيش في جحيم، فلا أستطيع أن أترك هذه التخيلات؛ فإنها أصبحت جزءاً من حياتي.
وأحياناً أتمنى أن يكون هناك من يعذبني ويقيدني! لا أعرف لماذا؟؟! ما هذه الحالة أرجوكم أخبروني!!؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

من الصعب أن نحدد هذه الحالة بالضبط؛ لأنه لابد من إجراء بعض الحوار والأسئلة التخصصية، ولكن على العموم تنحصر حالتك بين أحد أمرين:

الأمر الأول: إما أن تكون نوع من الوساوس المرتبطة بما يُعرف بأحلام اليقظة، وهذه في الغالب تكون حالة عرضية، وتظهر كثيراً في مراحل الشباب، وتختفي بعد ذلك.

الأمر الثاني: إذا كانت هذه الخيالات مكثفة وتظهر في شكل صور أو أصوات أو إشارات سماعية، فهذه في الغالب تكون نتيجة لمرضٍ آخر يُعرف بالأمراض الذهانية.

وعلى العموم فأنا أرجح النظرية الأولى؛ لأنك مدركة لعلتك تماماً؛ حيث أن مرضى الحالات الذهانية في أغلب الظن لا يُدركون ماهية أعراضهم بدقة، إنما يلاحظ الآخرون هذا التغير الذي يحدث لهم .

حالتك تُعالج بأنها حالة وسواسية عصابية، ومن هنا أود أن أنصح لك بعلاج يعرف باسم بروزاك، والجرعة هي كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر .

من الأشياء التي سوف تكون مفيدة لك بإذن الله تعالى: تجنب العزلة، وأن لا تجعلي هذه الأفكار والخيالات تنفرد بك؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى تقويتها وتدعيمها، وأرجو أن تتواصلي مع الآخرين، وتشغلي نفسك، وتمارسي الرياضة، كما أن الالتزام بالعبادات لا شك أنه يعطي دافعاً نفسياً ومعنوياً، ويا حبذا لو شغلت نفسك بالقراءة والانضمام للجمعيات الاجتماعية والخيرية، فهذه ترفع كثيراً من المهارات الاجتماعية، مما يقلل من الطاقات القلقية والوسواسية الغير مرغوب فيها .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً