الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أبي زواجي من فتاة لفقرها

السؤال

هل الفقر عيب؟ وهل أستمع لقول أبي في رفضه لهذه الفتاة المسلمة التي أعجبتني في أخلاقها؟ فماذا أفعل في هذا؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن المسلم يطيع والده إذا لم يأمره بمعصية، فإذا كان رفض الوالد له أسباب شرعية مقبولة فإنك لا تملك إلا أن تسمع وتطيع، بل إن أمر الوالد بالمندوب يصيره واجباً، وتذكيره بالواجب برفع في درجته، ويعاونك على إقناع الوالد مثل الوالدة والعمات والأعمام مع ضرورة زيادة البر لهذا الوالد.

وإذا استطعت أن تعرف الأسباب الحقيقية لرفض الوالد فإن هذا يسهل المهمة، وإذا عرف السبب بطل العجب، فربما كان الرفض لأنك أخبرته في وقت متأخر أو لأن الوالد قد اختار لك فتاة أخرى، وربما كان السبب هو عدم وجود المعرفة الكافية بأسرة الفتاة، ولست أدري ماذا تقصد من قولك هل الفقر عيب؟ وعلى كل فإن كنت تقصد أن الفتاة فقيرة فليس ذلك بعيب فيها ولا في أسرتها، واعلم أن الغنى لا يكون بكثرة العرض والمتاع ولكن الغنى غنى النفس، وخير للرجل أن يتزوج فقيرة مؤمنة شاكرة معترفة بفضل زوجها من أن يتزوج بغنية متكبرة، وإذا تزوج الرجل غنية لغناها فإنه يذل نفسه، ولابد أن يسمع منها ومن غيرها ما يسيئ إليه، والله تبارك وتعالى قسم الأرزاق وحدد الآجال، ونعم الله كثيرة وليست الأموال إلا نعمة من تلك النعم، وماذا تعني الأمور إذا حرم الإنسان العافية، والعاقل يعرف نعم الله عليه ليؤدي شكرها، وبذلك ينال الرضا والمزيد.

ونحن نوصيك وأنفسنا بتقوى الله وطاعته فإنه من: (( يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4] وعليك بالتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، واحرص على أن تزيد من برك لوالدك، وننصحك بعدم التمادي في علاقتك بالفتاة قبل أن تجتهد في نيل رضاه، واعلم أن سعادة الإنسان أن يجد صاحبة دين يرتضيها والديه، فإن في ذلك عون له على كل طاعة وخير، وذلك لأن أصعب المشاكل التي تواجه الشباب المتزوج هي مشكلة النفور بين زوجته ووالديه، والعاقل لا يقصر في حق والديه ولا يظلم زوجته.

نسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً