الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ألبس الحجاب بسبب عدم وجود من يلبسه، فهل فعلي صحيح؟

السؤال

أنا من لبنان، وأريد أن أطمئن، فأنا لا ألبس اللبس الشرعي أي الجلباب، فهنا لا أحد يلبس هكذا، ولكنني أنوي أن ألبس لاحقاً، هنا في بلدنا يوجد العديد من الطوائف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

فبشرى لمن تنوي لبس الحجاب، وهنيئاً لمن تحول النية إلى عمل، وتسارع إلى الحشمة قبل حول الأجل، فاحرصي على أن تكوني سباقة إلى الخير، حتى تفوزي ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم لمن سن في الإسلام سنة حسنة، فإنه عند ذلك يأخذ أجره وأجر من تبعه على طريق الخير، دون أن ينقص من أجورهم شيئاً.

والمسلمة داعية لإسلامها بحشمتها ووقارها، وداعية إلى الله بأخلاقها وفعالها، كما أن وجود عدد من الطوائف يبرز أهمية تميز المسلمة عن غيرها واستقلالها بشخصيتها، وهذا هدف من أهداف الحجاب الذي هو شريعة الله التي لا خيار للمسلمة معها، إلا أن نقول: (سمعنا وأطعنا) وذلك لأن الله قال في آية الحجاب: ((ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ))[الأحزاب:59].

كما أن أهل الإسلام مطالبون بمخالفة غيرهم، فلا تتردي في لبس الحجاب، واعلمي أن الناس بفطرتهم يحبون الاحتشام، وإن أظهروا التبرج والعري وتابعوا الأفلام، وهذا كلام من هداهن الله للإسلام، وكان سبب هدايتهن رؤيتهن للحجاب.

وليس ترك الناس للحجاب مبررا لمخالفة السنة والكتاب، فسيري على طريق الحق وأبشري بالثواب، واعلمي أن الله سبحانه يقول في الكتاب: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا))[الأحزاب:36].

وأرجو أن يصاحب لبسك للحجاب التزام بأحكام الدين وبر للوالدين، وإحسان للناس أجمعين، فإن الحجاب جزء من ديننا العظيم الذي يدعوا للفضائل ويحرم الشرور والرذائل.

وفي الختام نوصيك بتقوى الله وطاعته، ونشكرك على تواصلك مع موقعك، ومرحباً بك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً