الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت ابن خالتي لكنه من فئة (البدون)

السؤال

السلام عليكم.

أحببت ابن خالتي منذ 8 سنوات ولكنه من فئة (البدون) وليست لديه إمكانيات الزواج، تعبت جداً وتلف كل شيء فيّ من كثرة التفكير ولولا الخوف من الله لانتحرت؟! أنا محتارة لأنا لا نستطيع الزواج ولا نستطيع الفراق.
أعينوني عاجلاً أرجوكم...

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يصلح لك الأمور ويتولاك، وأن يلهمك رشدك وطاعة مولاك.

فإن الانتحار يجلب غضب الجبار ويوصل إلى النار، وفيه اعتراض على الأقدار، ولا يفعله إلا من سلك طريق الغفلة وابتعد عن الأخيار، فأوقع نفسه في خسارة الدنيا ودار القرار، فاتق الله في نفسك، واستغفري ربك أنه هو الغفار، وأكثري من ذكره في الغدو والإبكار، وعليك باللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ومن الضروري أن تتجنبي المعاصي فإنها تمنع الإنسان من كل توفيق وخير، واحرصي أن تكون كل علاقاتك محكومة بآداب الشريعة وأحكامها، واستغفري على كل تقصير في طاعة الله، ولا تتوسعي في علاقاتك العاطفية مع ابن عمك ولا مع غيره، فإنه أجنبي عنك لا يجوز له أن يخلو بك ولا أن يراك وأنت متبرجة ولا يكلمك إلا بالمعروف والطاعة، وبقدر الضرورة والحاجة.

وإذا كان ابن خالتك لا يستطيع الزواج نسبة لظروفه المادية، بالإضافة إلى مصادمة ذلك للقوانين والأنظمة، فنحن نتمنى تجميد تلك العلاقات، والبعد عن كل ما يجدد المشاعر ويزيد من الآهات، ولا أظن أن ابن خالتك يغضب إذا تقدم إليك صاحب الدين، كما أننا نتمنى أن تسعدي إذا فاز ابن خالتك بصاحبة الدين.

وأرجو أن تجدوا في الأخيار من يشفع لكم لدى السلطان إذا كان ذلك بالإمكان، وإذا لم يتيسر هذا وذاك وكان بالإمكان أن تعيشي مع ابن خالتك في أي مكان في الأرض في إطار علاقة شرعية معلنة ومنضبطة بأحكام الشرع، ومحاطة بمباركة وموافقة الأسرة، فلكما ذلك، مع حرصنا على أن يتوقف كل شيء حتى تتحول العلاقة إلى شرعية، وأرجو أن نتذكر أن الحب الحقيقي الحلال هو ما كان بعد الزواج.

ومن هنا فنحن نوصيكما جميعاً بتقوى الله وطاعته وكثرة اللجوء إليه، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، واعلموا أن للمعاصي شؤمها وآثارها الخطيرة، وأن الإنسان قد يحرم التوفيق والرزق بالذنب يصيبه.

ونسأل الله أن يسهل أمركم وأن يغفر ذنبكم.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً